قصة أصحاب الفيل / قصص دينية للأطفال
قصَّةُ أصحَابِ الفيلِ للأطفالِ
معلمتي الغالية .. قصة أصحاب الفيل قصة رائعة تروي لنا معجزة سماوية جعلها الله ليرينا الحق حقاً والباطل باطلاً ، وأن نهاية الظلم والكفر عذاب في الدنيا وخسران في الآخرة .
أرانا قدرته وعدله فيمن تكبروا على رب العالمين وأرادوا هدم بيته الحرام ، فكانوا عبرة لمن لا يعتبر ، وبدايةً للمعجزات المؤيدة لبعثة رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورسالته .
فهيا بنا نستمع لأحداثها ونلقيها لأبنائنا الأطفال ليستمتعوا بها ويستفيدوا منها ويتعلموا أن الله ( عز وجل ) هو القوي العدل ، ويستشعروا قدسية بيت الله الحرام في مكة المكرمة .
حتى أنه قام ببناء كنيسة في صنعاء ، وتكّلف في بنائها الكثير من الأموال ، ثم أجبر الناس أن يحجوا إليها ! لكن قلَّة قليلة من الناس استجابوا لأمره ، فأغلبهم رفضوا وتوجهوا إلى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام في مكة المكرمة للحج .
عندما رأى أبرهة الناس لا تأتي إلى كنيسته ؛ حتى أنهم كانوا يرمون فضلاتهم ويقضون حاجاتهم حولها ؛ استشاط غضباً وقرر أن يهدم الكعبة بيت الله الحرام ليضطر الناس إلى الحج إلى كنيسته .
لقد كان أبرهة الأشرم كافراً بالله ، لا يعلم بأنه بقراره هذا فهو يحارب الله سبحانه وتعالى وأن نهايته ستكون وخيمة .
وفعلاً بدأ أبرهة بتجهيز جيش عظيم من الفرسان والفيلة التي أحضرها من أفريقيا بالسفن ، لقد أراد هدم بيت الله بالفيلة ليرعب الناس فيخافوا منه ويخضعوا له ويطيعوه .
بعد تجهيز الجيش توجه أبرهة وجيشه من صنعاء إلى مكة المكرمة ، وعندما وصل كان الناس يحجون حول بيت الله آمنين ، وفجأة رأوا جيشاً عظيماً يتجه نحوهم وفيلة ضخمة تهاجمهم .
فما كان منهم إلا أن هربوا إلى جبال مكة وتركوا بيت الله الحرام دون حماية أو دفاع ، حتى سكان مكة تركوا منازلهم وصعدوا الجبال خوفاً من جيش أبرهة ، لكنهم كانوا يعلمون بأن الكعبة المشرفة سيحميها الله من أبرهة وجيشه .
جاء رجل من سادة قبيلة قريش وهو عبد المطلب جد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان رجلاً مهيباً وقوراً ، إلى أبرهة فقال له : إن جندك أخذوا مني مأتي بعير ( جمل ) ، و أريد أن تردوها عليَّ .
فقال له أبرهة الحبشي : قد كنت عَظَّمتُك ولكنني الآن قد زَهِدتُ فيك !
قال عبد المطلب : ولما أيها الملك ؟
قال أبرهة : لقد أتيت لأهدم هذا البيت الذي هو دينك ، ودين آبائك وأجدادك ، وها أنت لا تكلمني فيه ، بل تطلب البعير !!
قال عبد المطلب : أنا رب إبلي ، وللبيت رب يحميه . فأمر أبرهة جنوده بأن يعيدوا لعبد المطلب البعير ، فأخذ عبد المطلب إبله وعاد بها ، ثم توجه عبدالمطلب إلى بيت الله الحرام وأمسك بحلقة الباب وبدأ يدعو الله عز وجل بأن يحمي بيته الحرام من أبرهة وجيشه .
ثم صعد إلى جبال مكة مع باقي الناس ، ثم تهيأ أبرهة وجيشه للهجوم على الكعبة وهدمها ، وبدؤوا بالتقدم حتى وصلوا أمامها وفجأة .. بَرَك الفيل الأكبر على الأرض وكانت بقية الفيله تتبعه ، فكان الجنود يحاولون أن ينهضوه ويوجهونه نحو الكعبة فيأبى .
وإذا وجهوه نحو اليمن قام وهرول ، ثم وجهوه ثانية نحو مكة فبرك ! وكأنه كان يرى ملائكة أمامه يمنعونه من هدم بيت الله ( عز وجل ) ، وأثناء انشغال الجند بهذا الفيل ؛ أظلمت السماء بطيور سوداء أعدادها بالمئات ، وفي رجل كل طير منها حجر من سجيل مشتعل .
كانت الطيور ترمي جيش أبرهة بالحجارة المشتعلة ، فكانت تسقط الحجر على رأس الجندي فيُقتل فوراً ، حتى أبرهة سقطت عليه حجر من نار هلك بعدها ، وفر باقي الجيش فلحقتهم الطيور حتى هلكوا جميعاً .
وهكذا حمى الله سبحانه وتعالى بيته الحرام من جيش أبرهة ، وهزم الجيش هزيمة نكراء ، وعاد الناس يحجون في بيت الله بأمان وسلام ، وسُمِّي ذلك العام بعام الفيل ، وفيه ولد نبي هذه الأمة محمد ابن عبد الله ابن عبد الطلب ( عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) .
وهكذا انتهت قصتنا متمنين أن تكون الفائدة قد عمّت على الجميع
إلى اللقاء في موضوع جديد وقصة جديدة .