-->

قصة نبي الله إبراهيم / قصص الأنبياء للأطفال

 قصَّة نبي اللَّه إبراهيم 

( عليه السَّلام ) للأطفال .

قصة نبي الله إبراهيم / قصص الأنبياء للأطفال

معلمتي الغالية .. إن قصة سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) من أجمل قصص القرآن الكريم ، وأروع قصص الأنبياء ( عليهم الصلاة والتسليم ) ، لاحتوائها على الكثير من العِبر والفوائد ، وتغرس باقة من القيم والأخلاق السامية التي تجلت في شخصية نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) .



وكلما روينا قصة سيدنا إبراهيم على أطفالنا سنجدهم يستمعونها بكل حواسهم ، خاصة إذا تمكنت المعلمة من أحداث القصة أولاً ، وتمكنت من فنون إلقائها ثانياً ( كنبرات الصوت ، ملامح الوجه ، حركة الجسد ، وصور توضيحية ) .



والآن لنبدأ بالتعرف على نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) ..
هو إبراهيم ابن آزر ابن ناحور ابن .... ويمتد نسبه حتى سام بن نوح ( عليه السلام ) ، ولد في منطقة أُوْر القريبة من بابل في العراق ، في عهد نمرود بن كنعان ، وتزوج من ثلاث نساء هن : سارة ، هاجر ، و قطورة .




وُلد سيدنا إبراهيم وقومه يعبدون الأصنام من دون الله تعالى ، وكان أبوه ممن يصنعها ، ولم يكن يوافقهم على عبادتهم الأصنام ولم يشاركهم أبداً ، ومن هنا بدأت رسالة نبي الله إبراهيم لقومه .


موقف سيدنا إبراهيم من دين قومه :


دعا نبي الله إبراهيمُ قومَه إلى توحيد الله عز وجل وتَرْك ما يعبدون من أصنام ، لكنهم رفضوا وأصروا على كفرهم ، وفي ذات يوم ٍ كان قوم إبراهيم يحتفلون بعيدٍ لهم ، فذهبوا جميعاً إلى مكان ليحتفلوا فيه ثم يعودون إلى أصنامهم ليعبدونها .



لكن سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) لم يرافقهم ودخل معبدهم المليء بالأصنام فحطمها جميعاً ولم يُبقي منها سوى الصنم الأكبر ، وعاد إلى بيته ، وعندما جاء قومه إلى المعبد تفاجؤوا بأصنامهم مدمرة تماماً ، عدا الصنم الأكبر وجدوا على كتفه فأساً معلقاً .



عندما رؤوا هذا المنظر عرفوا أن إبراهيم ( عليه السلام ) هو المتهم الوحيد في هذه الجريمة ، فاستدعوه إلى معبدهم وسألوه : من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ فأجاب : فعلها كبيرهم فاسألوه ! سكت قوم إبراهيم فهم يعلمون جيداً بأن هذه الأصنام لا تنطق ولا تنفع ولا تضر .



لكن رغم ذلك أصروا على غيهم وظلمهم لأنفسهم ؛ فقرروا أن يعاقبوا سيدنا إبراهيم ويعذبوه عذاباً أليماً ليكون عبرة لمن يفكر في الاستهزاء بأوثانهم ، وعقليتهم الضَّالة .



فجهزوا له جبلاً من الحطب وأحرقوه حتى صار ناراً تأكل كل ما اقترب منها ، ثم رموا بسيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) بالمنجنيق إلى النار ، ولكن قبل أن يصل إليها كان أمر الله تعالى قد نزل على النار : ( قلنا يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) .



ظل سيدنا إبراهيم في النار ثلاثة أيام متواصلة ، ظل يصلي لله عز وجل ويسبح بحمده ، ويحمده على رعايته وحمايته له من كيد قومه به ، وقيل أن كل حيوانات الغابة شاركت في إطفاء وإخماد النار .



وخرج سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) سالماً من النار ، فكانت نجاتهُ معجزةً واضحةً أمام قومه ، لكنهم رغم ذلك أصروا واستكبروا واستمروا على كفرهم .


قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود :


النمرود هو ملك بابل ، وكان جباراً ظالماً مدعياً للربوبية ، وفي ذات يوم سمع النمرود عن رسالة إبراهيم ودعوته إلى توحيد الله ( عز وجل ) ، فاستدعى النمرودُ سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) إلى قصره .



قال النمرود : سمعت أنك تعبد إلهً غيري ! ولا تعبد الأصنام التي هي دين آبائك وأجدادك ؟ فمن يكون ربك ؟ 
قال إبراهيم : ربي وربك الله .



قال النمرود : وماهي قدراته ومعجزاته ؟ قال إبراهيم : ربيَّ الذي يُحيي ويُميت ، قال النمرود : أنا أُحيي وأُميت ، ثم أحضر رجلين أمام إبراهيم ، ثم قتل أحدهما وترك الآخر !! 



فقال : انظر يا إبراهيم لقد أحييت رجلاً ، وأمتُّ الآخر ! فقال له إبراهيم : ربي الذي يأتِي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب ..!



بُهت النمرود الكافر وتفاجأ ولم يستطع الرد على سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) وسكت ولم يرد عليه .


بناء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل للكعبة المشرفة :


عندما هاجر سيدنا إبراهيم إلى مكة و وجد ابنه إسماعيل قد صار شاباً يافعاً ؛ أمرهما الله سبحانه وتعالى أن يبنيا الكعبة المشرّفة .



والتي يقابلها البيت المعمور في السماء ، فبيَّن لهما أساسات الكعبة ، فشرعا في بنائها ، وعندما كانا يبنيان كانا يدعوان الله تعالى : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .



حتى اكتمل بناء الكعبة المشرفة ، ثم طهرا البيت من النجاسات والقاذورات التي لا تليق ببيت الله الحرام ، كما أمرهما الله سبحانه وتعالى .


قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل :

بعد انتهاء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل ( عليهما السلام ) من بناء الكعبة ؛ أراد الله تعالى أن يختبر قوة إيمانهما ، فأرى نبيه إبراهيم مناماً أقلقه .


رأى سيدنا إبراهيم أنه ينحر ابنه إسماعيل ! لكنه في اليوم الأول اعتقد أنها حلم من الشيطان ، لكنه رآها في الليلة الثانية ، 



فقرر أنه إذا رآى نفس الرؤيا في الليلة الثالثة فستكون رؤيا من الله و وجب عليه تنفيذها ، وفعلاً رآها في الليلة الثالثة .



عرف سيدنا إبراهيم أن هذه الرؤيا هي أمر من الله تعالى لهما ليختبر صبرهما وإيمانهما ، وعليهما تنفيذه ، فما كان من سيدنا إبراهيم إلا أن أبلغ ابنه بما رأى .



فكانت ردة فعل سيدنا إسماعيل في قمة القوة والصبر والامتثال لأمر الله تعالى ، فقال لأبيه إبراهيم : افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .


بدأ سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل ( عليهما السلام ) بتنفيذ الأمر الإلهي ، فسلّم إسماعيل نفسه لأبيه ، واستلقى على الأرض .



لكن إبراهيم كلما اقترب لينفذ أمر الله ؛ سقطت السكينُ من يده الشريفة ، وبعد ثلاث محاولات قرر إسماعيل أن يتمدد على بطنه كي لا يراه أبوه فيتردد .



وفعلاً صرف إسماعيل نظره عن أبيه ، وعندما امتدت السكين إلى رقبة إسماعيل وكاد أن يمضي قضاء الله ، سمع سيدنا إبراهيم صوتاً .



سمع صوت خروف ! فنظر إليه فتعجب من أين أتى هذا الخروف ؟ فأوحى الله له بأن هذا الخروف هو فداء لابنه إسماعيل ( عليه السلام ) جزاء لصبرهما وإيمانهما .



فرح سيدنا إبراهيم  بنجاة ولده ، ونجاحهما في اختبار الله عز وجل لهما ، فقاما وتعانقا ، ثم ذبحا الخروف وأكلوه كل أهل مكة ، وهذا جزاء الصابرين المتقين .



انتهت قصتنا لهذا اليوم آملين من الله العلي القدير أن تكون الفائدة قد عمّت على الجميع ، واستفاد أطفالنا واستمتعوا بالقصة .


إلى اللقاء في موضوع جديد وقصة جديدة بإذن الله تعالى .