قصة نبي الله عيسى / قصص الأنبياء للأطفال
قصَّة نبيِّ الله عيسى
( عليه السلام ) للأطفال
معلمتي الغالية .. قصة سيدنا عيسى ( عليه السلام ) قصة رائعة ، فيها من الإيمان وتقوى الله تعالى والصبر على قضاء الله وقدره ؛ ما يكفي ليهتدي ويتقي كل عاصٍ ، وفيها من القيم ما يكفي لنُربي عليها أبناءنا وبناتنا ، فهيا بنا نبدأ قصتنا ..
وُلدت السيدة مريم ( عليها السلام ) لوالدين تقيين مؤمنين بالله ( عز وجل ) ، فعندما حملت بها أمها ؛ نذرت مافي بطنها لوجه الله وعبادته سبحانه وتعالى خادماً للدين .
لكنها عندما ولدتها و وجدتها أنثى ترددت ! فكيف تنذرها لوجه الله وهي أنثى ؟ والسبب أن طبيعة الأنثى غير الذكر ..
لكن الله ( عز وجل ) تقبَّل نذرها بقبول حسن ، فقررت أن تضع ابنتها بعد ما كبرت عند نبي الله زكريا ( عليه السلام ) يُعلمها عبادة الله وتوحيده ،
حتى كبرت وأصبحت من عباد الله المقربين ؛ كان يأتي إليها نبي الله زكريا وعندها أنواع الطعام والفواكه فيتعجب ويسألها : يا مريم أنَّا لكِ هذا ؟ فتقول له : هو من عند الله ، إن الله يرزقٍ من يشاء بغير حساب .
وظلت مريم تتعبد في محرابها حتى جاء إليها جبريل ( عليه السلام ) وبشرها بأنها ستكون العذراء التي تلد نبي تلك الأمة بدون أب ، ما كان من السيدة مريم إلا السَّمع والطاعة لأمر الله وقضائه .
مولد سيدنا عيسى ( عليه السلام ) :
حملت السيدة مريم بسيدنا عيسى ( عليه السلام ) حملاً خفيفاً ، وعندنا أذن الله لها بالولادة ؛ خرجت السيدة مريم من محرابها تبحث عن مكان تلدُ فيه ،
فهداها الله تعالى إلى جذع النخلة ، وأثناء ولادتها قالت : ياليتني مت قبل هذا أو كنت نسياً منسياً .
ولم يكن دعاء السيدة مريم يأساً من رحمة الله تعالى ، ولكنه التعب والشدة التي وجدتها كأي إنسان ، ولكن رحمة الله بها كانت أقرب ،
فجعل لها معجزة بأن جعل ابنها عيسى يتكلم بعد ولادته مباشرة ، قال لها : لا تحزني يا أمي قد جعل الله لكِ تحتك سرياً ، وهُزي جذك النخلة تتساقط عليكِ رُطباً جنياٌ ،
كُلي يا أمي وقري عينك ، وإذا وجدت أحداً من البشر ؛ فقولي : إني نذرت للرحمن صوماً .
تعجبت السيدة مريم من كلام ابنها وهو مازال في المهد صبياً ، لكنها تعلم بأن الله على كل شيء قدير .
حملت مريم ابنها عيسى وتوجهت به إلى أهلها وقومها ، فتفاجأ الناس مما رأوا ! فكيف بالفتاة العابدة التقية العفيفة أن تلد دون زواج !!
فبدأ قومها يذكروها بوالديها أنهما من الصالحين ، وأن نبي الله زكريا من كفلها ، فكيف تصنع ما صنعت وهي تعلم من هي ومن أهلها .
فرماها قومها بالبغاء ! لكن السيدة مريم ظلت ساكتة ولم ترد عليهم امتثالاً لأمر الله ( عز وجل ) ،
وفجأة وفي أوج مهاجمة قومها لها ورميها بالزنا ؛ أشارت إلى طفلها ، فقالوا لها : كيف نكلم صبياً مولوداً ؟
فتفاجأ القوم بأن الصبي حديث الولادة تكلم كالكبار ، لقد أنطق الله نبيه عيسى ( عليه السلام ) ..
فقال : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مٍباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمت حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً ) .
فما كان من قومها إلا التصديق والإيمان بمعجزة الله سبحانه وتعالى ، ورغم ذلك كان هناك مجموعة لم تُصدق وظلت على غيها ،
ومجموعة أخرى كفروا فقالوا : أن عيسى ابن الله !! لكن سيدنا عيسى ظل يعلمهم ويفهمهم أنه عبدُ الله ورسوله ، وليس ابن الله .
رسالة سيدنا عيسى ( عليه السلام ) :
كبُر سيدنا عيسى ( عليه السلام ) فكلفه الله بالرسالة ، وأنزل عليه الإنجيل ، وأعطاه الله المعجزات التي تُثبت أنه رسول من عند الله ( عز وجل ) ،
ومن معجزاته أن أعطاهُ الله القدرة على إحياءِ الموتى بإذن الله ، والقدرة على شفاء الأمراض الصعبة والتي ليس لها دواء بإذن الله تعالى ،
وإحياءُ طيرٍ مصنوعٍ من الطين بإذن الله تعالى ، فآمن معه الحوارييون الذين تربوا على يده الشريفتين ،
لكن اليهود كعادتهم تآمروا على نبي الله عيسى ( عليه السلام ) وأرادوا قتله حتى لا يفتتن الناس به ويتبعوه ، فجهزوا صليباً من خشب وتكاثروا عليه وربطوه ،
ثم قتلوه وتركوه معلقاً على الصليب ، لكن الله تعالى عرفنا بأن سيدنا عيسى ( عليه السلام ) لم يُصبه مكروه ولم يقتلوه ،
لكنهم قتلوا رجلاً يشبهه فقط ، أما نبي الله فقد رفعه الله عنده في السماء ، ولن ينزل إلى الأرض إلا ليقتل المسيخ الدجال ، وهي من علامات يوم القيامة .
وهكذا انتهت قصتنا لهذا اليوم ، آملين من الله القدير أن يكون موضوعنا نال إعجابكم واستحسانكم ، وعمت الفائدة على الجميع .
إلى اللقاء في موضوع جديد وقصة ممتعة بإذن الله تعالى .