قصة شجرة التفاح / قصة ممتعة للأطفال
قصَّةُ شجَرةِ التُّفاحِ للأطْفَالِ
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان .. كان هناك طفلٌ صغيرٌ يُدعى رامي ، كان يذهب كل يوم إلى الحقل ويلعب ويتسلق شجرة التفاح الكبيرة ، وكان يرتاح وينام تحتها ، ويأكل من ثمارها عندما يجوع .
وفي يومٍ ذهب رامي إلى الحقل وهو حزين ، فقالت له صديقته شجرة التفاح : مابك يا رامي ؟ لما أنت حزين ؟
أجاب رامي : أريد أن أشتري لعبة أعجبتني ، ولكن ليس لديَّ نقود تكفي لشرائها فهي غالية الثمن .
قالت الشجرة : لا تحزن يا رامي ، هيا قُم واجمع كل ثماري من التفاح واذهب وبِعها في السوق ، وبثمن التفاح اشترِ اللعبة .
فرح رامي كثيراً ونفَّذ الفكرة ، وكسب الكثير من الأموال واشترى اللعبة التي أرادها ، لكنه لم يعد يذهب إلى صديقته شجرة التفاح ، لقد التهى باللعب باللعبة الجديدة .
حزنت الشجرة كثيراً ، واشتاقت لرامي وبعد مرور عدة سنوات ؛ وفي ذات يوم جاء رامي ليزور شجرة التفاح ، فرحت الشجرة كثيراً وقالت : مرحباً يا رامي تعال والعب معي لقد اشتقت إلى اللعب معك ،
قال رامي : لقد كبرت والآن أنا رجل وأريد أن أبني بيتاً لأسرتي ، هل تستطيعي مساعدتي ؟
قالت الشجرة وهي حزينة : لكن يا رامي ليس لدي بيت أقدمه لك ، ولكن بإمكانك أن تقطع أغصاني لتساعدك في بناء البيت .
وفعلاً أخذ رامي فأساً قوياً وقطع كل أغصان الشجرة ليبني بها بيتاً لأسرته ، قالت له الشجرة بعد أن خلت من الثمار والأغصان : عُد سريعاً إليَّ ولا تَغِب عني لأني أشتاق إلى اللعب معكَ ، غادر رامي وغاب عن شجرة التفاح لسنوات .
وذات يوم عاد رامي إلى شجرة التفاح وقال لها : مرحباً يا صديقتي الشجرة ، رأته الشجرة وفرحت كثيراً لرؤيته وقالت : أخيراً عدت يا رامي ، لقد اشتقت إليك تعال والعب معي .
فقال رامي : لقد كبرت يا صديقتي الشجرة على اللعب ، وأنا اليوم أريدُ أن أسافر إلى بلدٍ بعيدٍ لأعمل وأجمع المال ، قالت الشجرة بنبرةِ حُزن : سترحل مرةً أخرى ؟ حسناً يا رامي بإمكانك أن تقطع جذعي وتصنع منه سفينة لتسافر إلى أي مكانٍ تحبهُ .
قطع سامي جذع شجرة التفاح ولم يتبقى منها إلا جزء بسيط ، قالت له الشجرة : لا تغب كثيراً يا رامي ، وعُد قريباً .
قال رامي : إن شاء الله ، إلى اللقاء يا عزيزتي الشجرة .
ورحل رامي وبعد سنوات طويلة من السفر ؛ عاد رامي إلى شجرة التفاح وقد شاب شعره ، وكبُر سِنه وانحنى ظهره .
قالت له الشجرة بصوت يملؤه السعادة : وأخيراً عُدت من سفرك ؟ لقد كِدّت أن أفقد الأمل في رؤيتك ، ولكن حمداً لله على سلامتك .
قال رامي : أتيت لأستريح بعد هذه السنوات الطويلة ،
قالت الشجرة : أنا آسفة يا بنيَّ ، لم أعد قادرة على إعطائك تفاحاً من ثماري ، قال رامي : لم يعد لدي أسنان قوية لتناول التفاح ، قالت : ولم يعُد لديَّ جذع تتسلقه ، قال رامي : لقد تقدَّم بي العمر ، ولم يعد ظهري وجسدي قادر على التسلّق .
قالت الشجرة وهي تبكي : أنا فعلاً لم يعد لدي ما أقدمه لك ، فكل ما تبقى مني هي جذور ميتة ،
قال رامي : لا تحزني فكل ما أحتاجه هو : مكان أستريح فيه بعد هذه السنين .
إجابته جذور الشجرة وهي سعيدة : هنا أفضل مكانٍ سترتاح فيه يا بُنيَّ ، تعال واجلس معي لتستريح .
جلس رامي إلى الشجرة فتبسمت ودمعت عيناها من السعادة ،
والآن أصدقائي .. هل أيقنتم من هي شجرة التفاح ؟ إنها أمُّك وأبُوك اللذان ربياك وعلَّماك .
انتهت القصة مع تمنياتنا بالفائدة للجميع .
إلى اللقاء في موضوع جديد ، وقصة ممتعة إن شاء الله تعالى .