قصة رضوان وابن الملك / قصة ممتعة للأطفال
قصَّة رِضوَانُ وصَدِيـقَـهُ الأمِـيــر
كان ياما كان في قديم الزمان .. كان هناك ولدٌ اسمه رضوان ، كان رضوان يلعب كل يوم مع صديقه أمير ، وكانا يلتقيان كل يوم في ساحة المدينة ليلعبان ،
وكان أميرٌ يزور رضوان في منزله ويتناول الطعام عنده ، لكن رضوان لم يكن يعرف أين يقع منزل أمير ولا يعرف والديه ،
وفي ذاتِ يومٍ لم يأتِ أمير للعب مع رضوان ! استغرب رضوان وعاد لمنزله بعد انتظار طويل ، وفي اليوم التالي ذهب رضوان ليلعب مع صديقه المُفضل لكنه وللأسف انتظره طويلاً ولم يأتِ أمير ليلعب مع صديقه !
حزن رضوان وقرر أن يذهب ويبحث عن منزل صديقه أمير ، قال رضوان : لقد كنت أرى أمير يأتي من هذا الاتجاه .. وبدأ يمشي ويبحث ويسأل الناس وأصحاب الدكاكين إذا كانوا رأوا صديقه أمير ، أو يعرفون أين يقع منزله ..
وكان بعض الناس الذين يسألهم يرون أمير يأتي كل يومٍ من طريق القلعة ، لكنهم لا يعرفون أين يقع منزله ، فقرر رضوان أن يذهب باتجاه القلعة ويسأل هناك عن صديقه ،
وعندما اقترب من قلعة الملك ؛ شاهد الجنود يتحدثون مع رجال يظهر عليهم الهيبة والفخامة ، قال أحد الجنود : مرحباً أيها الأطباء ، إن سيدي الملك ينتظركم ، فقال أحد الأطباء : هل ساءت حالة الأمير الصغير ؟ قال الجندي : نعم ياسيدي لقد تعب بالأمس وهو ينتظركم ،
أسرع الأطباء بالدخول للقصر وأغلق الجنود البوابة ، انذهل رضوان مما سمعه ! هل يُعقل أن يكون صديقي أمير هو ابن الملك ؟ وقف رضوان يراقب البوابة حتى خرج الأطباء ، فأسرع إليهم وسألهم : أيها الأطباء أرجوكم ،
فقال أحد الأطباء : ماذا تريد أيها الفتى ؟ قال رضوان : أريد أن أسألكم عن الأمير كيف أصبحت صحته ؟ أجابه الطبيب : إنه مريض لكننا أعطيناه الدواء ونتمنى أن تتحسن حالته ، فقال رضوان : أرجوكم اعتنوا به جيداً ،
ثم اتجه للحرس وقال : من فضلك أيها الجندي أريد أن أدخل لأزور صديقي أمير ، قال الجندي : ابتعد أيها الفتى لا يُسمح لأحد بالدخول إلى قصر الملك ،
قال رضوان : ولكن لماذا ؟ سأزور الأمير بسرعة وأخرج ، قال أحد الحرس : لا يمكنك ذلك لأن الأمير مريضٌ بمرضٍ خطيرٍ ومُعدي ، اذهب و ادعُ الله أن يشفي الأمير .
صُدم رضوان من هذا الخبر وعاد إلى بيته حزيناً كئيباً ، وعندما وصل إلى بيته فتح له والده الباب وسأله : أين كنت يا رضوان إلى الآن ؟ بالتأكيد كنت تلعب مع أمير .. قال رضوان : أمير مريض جداً يا أبي ، قال الأب : ماذا ؟ ماذا حدث له ؟
قال رضوان : اليوم عرفت يا أبي بأن صديقي أمير هو الأمير الصغير ابن الملك .
اندهش الأب وقال : ابن من ؟؟ قال رضوان : نعم إنه ابن الملك ، ولم يخبرني بذلك حتى عرفتُ اليوم من جنود القصر .
قال الأب : وكيف نساعده ؟ ماهو مرضه ؟
قال رضوان : مرضه خطير ومعدي يا أبي ، أنا أخاف أن يموت أمير ـ وبدأ رضوان بالبكاء ـ أبي أنت تستطيع مساعدته ؟
قال الأب : لا تبكِ يا رضوان سأحاول أن أساعده ، سأبحث في كتاب جدِّك ( طبُّ الأعشاب ) وأبحث للأمير عن وصفة ربما تساعده .
وفعلاً ظلَّ والد رضوان طوال الليل يقرأُ كتاب الأعشاب و يبحث عن وصفة مناسبة ، ويعمل التجارب حتى صنع دواءاً يعالج الأمراض المُعدية ، ثم قام وارتدى ثياباً تُناسب لقاء الملك ، وأيقض رضوان وذهبا سوياً إلى القصر .
عندما وصلا وجدا مجموعةً من الناس عند باب القصر يريدون أن يطمئنوا على صحة الأمير ، حاولَ رضوان ووالده الدخول من بين الزحام حتى وصلا إلى الباب ، وطلبا الدخول لرؤية الأمير ، لكن الحرس رفضوا دخولهما ، فقال والد رضوان : أنا طبيب أعشاب وقد جهزتُ للأمير دواءاً ربما يساعده .
قال الحارس : انتظر قليلا سنستأذن لك من الملك ، وبعد فترةٍ من الانتظار سمح الحارس للطبيب ورضوان بالدخول ، وأخيراً دخل رضوان ليرى صديقه ، كان يجري في حديقة القصر ليصل بسرعة فقد كان قلقاً على صديقه ،
وعندما وصلا للبوابة الداخلية للقصر ؛ اوقفه الحرس وطلبوا منهما أن ينتظرا ، وبعد دقائق جاء أحد الخدم ليُدخلهما إلى غرفة الأمير ، بدأ أمير ووالده يسيران في ممرات القصر ،
كان رضوان مندهشٌ مما يراه فالقصر فخم جداً ، وكان يتساءل : كان أمير يترك قصره هذا ويأتي لبيتنا المتواضع ! أليس سعيداً في قصره ؟
وعندما وصلا إلى باب الجناح الخاص بغرفة الأمير ؛ قال الخادم : هذا هو جناح الأمير ياسيدي تفضل بالدخول ، فقال والد رضوان : انتظر هنا يا رضوان لا تدخل ، قال رضوان : أبي كيف لا أدخل ؟ أريد أن أرى صديقي .
قال والده : أخاف أن تُصاب أنت أيضاً بالمرض ، انتظر هنا .
رضوان : أبي أرجوك دعني أدخل .
قال والده : كم أنت عنيد ، غطي أنفك وفمك بهذا الشال .
ودخلا الجناح ، اقترب رضوان من صديقه فرءآه وهو مُمد على سريره الفخم لكنه كان هزيلاً شاحب اللون ، عندها فتح الأمير عينيه ؛ وعندما رأى رضوان ابتسم وحاول أن ينهض لكنه لم يستطع ذلك .
فأمسكه رضوان وقال له : استرح يا صديقي لقد أتيتُ لأطمئنَّ عليك ، وهذا أبي أنت تعرف بأنه طبيب أعشاب ، لقد سهر البارحة وجهَّز لك دواءاً .
فقال أمير : شكراً لك يا عمي ، أشعر بأني سأتحسن عندما أتناول الدواء الذي صنعته ، قال والد رضوان : أتمنى ذلك يا بُني ، أيها الخادم : أحضر كأسا وماءاً بارداً ، وبدأ يضع الدواء في الكأس ويخلطه بقليل من الماء ، ثم جلس بجوار الأمير وبدأ يسقيه الدواء .
ثم قال له : بالشفاء يابُنيَّ ، الآن استرح وسيعمل الدواء على تحسنك إن شاء الله .
نام أمير وبعد ساعة استيقظ ومازال رضوان ووالده الطبيب يجلسان بجواره ، استمر رضوان ووالده الطبيب طوال فترة مرض الأمير يعتنيان به حتى تحسنت حالته ،
وبعد أن تعافى الأمير أمر الملك بأن يكون والد رضوان الطبيب الخاص بالملك ، وطلب منه أن يسكن في القصر هو ورضوان ، لكن والد رضوان اعتذر للملك وقال له : سيدي أنا طبيبٌ للفقراء والمساكين الذين لا يملكون المال ليتداووا ،
ولكن إذا احتجتني ياسيدي الملك فأنا لن أتأخر عن خدمتك ومساعدتك ، فأُعجب الملك بأخلاص والد رضوان فقرر أن يصرف له راتب شهريا ليساعده في مداوات الفقراء وشراء الأدوية لهم .