-->

قصة أصحاب الجنة للأطفال / قصص دينية

 قصَّةُ أصْحَابِ الجَنَّةِ للأطفَالِ


قصة أصحاب الجنة للأطفال / قصص دينية


كَان يَامَا كَان فِي قَدِيم الزَّمَانِ وسَالفِ العَصْرِ وَالأوَانِ حَتى كَان .. كَانَ في اليَمَنِ رَجُلٌ صالحٌ يُحِبُّ فِعلَ الخَيرِ ، رَزَقهُ الله تَعَالى بِبُسْتَانٍ كَبِيرٍ وجَمِيلٍ ، وكَانَ يَزْرَعُ أنوَاعاً كَثِيرَةً مِنَ الفَوَاكِه ، وَأشجَارَ النَّخِيلِ ، وكَانتْ الطُّيُورُ بِأنوَاعِهَا تُغرِّدُ فِي بُسْتانِهِ ، وَتَأكُل مِن ثِمَارِه اللذِيذَةِ ، وَنَهرٍ صَافٍ يَجرِي وَسَطَ البُسْتَانِ ، حَتى وَصَفَ الله ( عزَّ وجَلَّ ) بُسْتَانَ هَذا الرَّجُل فِي القُرآنِ الكَرِيمِ بِـ ( الجَنَّـةِ ) فِي سُورَةِ القَلَمِ .



كَانَ الرَّجُلُ الطَّيبُ يُحِبُّ الفُقَراءَ والمَسَاكِينَ ، ويُسَاعِدُهُم ويُعطِيهِم مِن خَيرَاتِ بُستَانِهِ ، وَلِأنَّهُ كَانَ كَرِيماً وَرَحِيماً بِهِم ، بَارَكَ الله لهُ فِي بُسْتانِهِ وَزَادَ فِي رِزْقِهِ ، وكَانَ الرَّجُلُ الطَّيبُ يُعلمُ أبْنَائهُ الرَّحمَة بِالفُقرَاءِ وَالمُحتَاجِينِ ، وأنَّ لهُم حَقٌّ فِي ثِمَارِ البُسْتَانِ ، لأنهُ رِزْقٌ مِنَ الله ( عزَّ وجَلَّ ) .



مَرَّتْ السِّنِينُ وَكَبُر الرَّجُلُ الطَّيبُ ، وَكَبُر أبنَائهُ وَصَارُوا هُم مَن يَقُومُ بِالعِنايةِ بِالبُستانِ ، وَتَوزِيعِ الصَّدقَاتِ للفُقَراءِ والمَسَاكِينِ ، وفِي ذَاتِ يَومٍ مَرِضَ الرَّجُلُ الطَّيبُ ومَاتَ ، حَزِنَ عَليهِ أبنَاؤُهُ وبَكَى عَليهِ كُل سُكَّانِ مَدِينَتِهِ ، لِطِيبَتِهِ وكَرَمِهِ مَعهُم .



وبَعدَ فَترَةِ العَـزَاءِ اِجتَمَعَ الأبنَاءُ الثلاثةُ وَقَـرَّرُوا أن يَمنَعُـوا الفُقَراءَ مِن ثِمَارِ بُستانهم ! قَالَ كَبِيرُهُم : سَنبِيعُ كُل ثِمَارِ البُسْتَانِ وَلَن نُعطِي الفُقَراءَ شَيئاً مِنهَا ، هَـكَـذَا سَـنُصبِحُ مِن أثرَى الأثرِيَاءِ ، وَافَقَهُ أخُوهُ الأصغَـرُ فِي ظُلمِهِ وَجَشَعِهِ ، لكِنَّ أخُوهُم الأوسَط كَانَ أرجَحَهُم عَقلاً ، فَقَالَ لَهُم : لا تَفعلُوا هَذا ، لَقَد أوصَانَا أبُونَا بِإعطَاءِ المُحتَاجِينَ مِن ثِمَارِ البُسْتَانِ ، أنتُم الآنَ تُخَالِفُونَ وَصِيَّةَ وَالِدِنَا .

رَدَّ عَليهِ إخوَتُهُ : لَقَد مَاتَ أبُونَا ، وَأصْبَحَ البُسْتَانُ لنَا نَحنُ ، ونَحنُ نَفعَلُ فِيه مَا نُرِيدُ ، ولَن نُعطِي الفُقَراءَ أموَالَنا .



سَيْطَــرَ الجَـشَـعُ وَالطَّـمَـعُ عَلى قُـلُـوبِهم وَعُـقُـولِهم ، وَقَـرَّرُوا أنْ يَخرُجُـوا لَـيلاً عِـندَمَا يَـنَـامُ كُل النَّاسِ ، وَيَـذهَـبُـوا إلى بُستَانِهم وَيَقـطـفُـوا كُل الـثِّـمَـارِ وَيُخَـبِّؤُوهَا ، حَتى إذَا جَاءَ الـفُـقَـراءَ يَطـلُـبُوا طَعَاماً يَقُـولُونَ لَهُم : لَم تُثمرُ الأشجَارُ بَعد !

وَفِعلاً نَـفَّـذُوا خُـطَّـتَـهُـم الشِّريرَة ، وخَرجُوا لَيلاً ومَشُوا حَتى وَصَلُوا إلى بُستَانِهم ، وَفجْأةً !! 

أين البُسْتَانُ ؟؟ لقَد تَحَوَّلَ إلى أرْضٍ مَحرُوقَةٍ يَتَصَاعَـدُ مِنهَا الدُّخَانُ !!



قَالَ كَـبِـيـرُهُم : يَـبْـدُوا أنَّـنَا ضَلَـلـنَا طَـرِيقَـنَا ، تَعَالُـوا نَعُـودِ إلى البَيتِ ثُم نَـذهَـبُ لِلبُـسـتَانِ ، عَادُوا وَوَجَدُوا بُستَانِهم قَد أحرَقهُ الله ( عزَّ وجَلَّ ) كُلهُ ، وَلَم تَعُـد مَعَهُـم شَجَـرَةً أو ثَمَرَةً وَاحِـدَةً ..

بَـكُـوا وَنَدِمُوا عَلى مَا فَعَـلُوا ، وَتَـيَـقَّـنُـوا أنَّ هَذا عِـقَابُ الله تَعَالى لِـبُـخـلِهِـم وَجَـشَـعِـهِـم ، وَأصْبَحَتْ أرْضُ أصْحَابِ الجَـنَّـةِ مَعـلَماً يَزُورُه النَّـاسُ إلى يَومِنَا هَذا ، وَجَعلهُ الله تَعَالى عِبْرَةً لِمن لا يَعْـتَـبِـرُ .