كيفية تعليم الأطفال التعبير اللفظي والكتابي
تعليمُ الأطفالِ التَّعبير
التعبير هو أحد مهارات اللغة العربية ، والتي من ضمنها مهارة القراءة ومهارة الكتابة ، والتعبير مهارة تحتاج إلى تدريب وممارسة حتى يُتقنها الطفل ، وهي تحتاج إلى مراحل متدرجة تبدأ أولاً بقدرة الطفل على قراءة كلمات وجُمل ، وكتابتها بشكل سليم ، ثم يأتي دور قدرة الطفل على التعبير اللفظي الجيد ، واختيار الكلمات وطريقة ترتيبها ، ليصل إلى النص المناسب ، ثم كتابة ما قاله أو فكَّر فيه في كراسته .
والآن سنبدأ بمراحل تعليم الطفل التعبير بالترتيب ..
أولاً / التعبير بكلمة .
تبدأ المعلمة بعرض صُور على الطفل وهو يسميها ، فمثلاً تعرض عليه صورة : برتقالة ، مسجد ، شمس ، مظلة ، وهو يقوم بالتعبير عما يراه في الصورة ويُسميها ، كذلك بالإمكان أن يُسمي الأدوات الموجودة في الصف .
ثم تنتقل المعلمة إلى عرض بطاقة تحتوي على ( كلمة + صورة ) ، فمثلاً تعرض عليه بطاقة مكتوب عليها كلمة ( أَسَدٌ ) وبجوارها صورة للأسد ، وهنا يجب أن تقوم المعلمة بتغطية صورة الأسد وتترك الكلمة ظاهرة ، ويحاول الطفل قراءة الكلمة ، فإذا قرأها بشكل سليم ؛ هنا يستطيع أن يرى الصورة ، وهذا سيعزز لديه مهارة القراءة أيضاً .
ثانياً / التعبير بجملة قصيرة .
بعد أن يتقن التلميذ التعبير بكلمة - وهي مهارة بسيطة سيتعلمها سريعاً - تنتقل المعلمة إلى التعبير بجملة عما يراه ، فتبدأ المعلمة بنفسها كنموذج يتعلم منها الأطفال طريقة التعبير ، فمثلاً تُشير المعلمة للسبورة وتقول : سَبُّورَةٌ بَيْضَاءُ ، وتشير لقلم وتقول : قَلَمٌ أَزْرَقٌ ، كُرْسِيٌّ مُرِيحٌ ، طَاوِلَةٌ مُرْتَفِعَةٌ ، حِذَاءٌ جَدِيدٌ ، شَعْرٌ نَاعِمٌ ، وهكذا ..
ثم تطلب من التلاميذ التعبير بكلمتين ( جملة قصيرة ) عن أشياء موجودة في الصف أو حوش المدرسة ، أو صور متنوعة ، كأن تعرض على الأطفال صورة فيل وهم يقولوا : فيل كبير ، وصورة عنب ، وهم يقولوا : عنب أسود ، وهكذا ..
ثم تنتقل المعلمة بالأطفال من التعبير اللفظي إلى التعبير الكتابي ، وهنا يجب أن تكون دفاترهم وأقلامهم جاهزة ، ثم تبدأ المعلمة بعرض صورة كُرة ، وتطلب منهم أن يكتبوا تعبيراً عما يروه ، قد تلاحظ المعلمة بأن بعض الأطفال كتبوا ( كرة قدم ) والبعض كتب ( كرة جميلة ) وهذا يعود للمخزون اللغوي للطفل وقدرته على ترتيب وتجميع الكلمات مع بعضها ، والذي سيتطور بمساعدة المعلمة .
كذلك بإمكان المعلمة تصميم ورقة نشاط بالكمبيوتر بحيث ترسم جدولاً به خانات صور وتحتها خانات واسعة تكفي لكتابة جملة قصيرة ، وتقوم بتثبيت الأوراق في دفاتر الأطفال ، وتقوم بتفعيلها معهم ، ومساعدة من لديه صعوبة في التعبير .
ثالثاً / التعبير بجملة طويلة .
والآن ننتقل إلى التعبير بجملة طويلة ، الأمر هنا يتطلب التحدث أكثر عن موضوع معين ، وهنا تبدأ المعلمة بعرض ثلاث صور لطفل يضع كأساً على طاولة ، ثم يسكب الحليب في الكأس ، ثم يشرب الحليب وهو سعيد ، طبعاً سيكون كل حدث في صورة مستقلة ، وهنا تعرض المعلمة الصور على الأطفال بشكل غير مرتب ، وعلى الأطفال محاولة ترتيب الأحداث ، بعد ترتيبها على السبورة ستكون صورة القصة واضحة أمامهم ، وسيكون لديهم القدرة على التعبير عما يروه ببساطة .
وهنا يبدأ الأطفال بالتعبير شفوياً أمام زملائهم بجمل طويلة ، والإجابة المتوقعة :
1. الطفل يضع كأساً على الطاولة .
2. الطفل يصُب الحليب في الكأس .
3. الطفل يشرب الحليب وهو سعيد .
وهنا نجح الجزء الأول من الهدف ، وتبقى الكتابة ، تطلب المعلمة من الأطفال تحضير دفاترهم وبري أقلامهم جيداً ، ثم كتابة الجُمل في ثلاث نقاط .
ثم تكرر المعلمة هذا النشاط عدد من المرات ، وتزيد من عدد الأحداث ، فبدلاً من ثلاثة تجعلها أربعة أو خمسة أحداث يرتبوها ثم يكتبوا تعبيراً عنها ، وبهذه الطريقة تكون المعلمة قد ساعدت أطفالها وأهلتهم للانتقال إلى التعبير المفتوح .
رابعاً / التعبير المفتوح .
وأخيرا وصل الأطفال لمرحلة التعبير المفتوح والذي يشمل جُملاً عديدة ، ويُراعي أسلوب الكتابة الصحيحة بوضع علامات الترقيم في مكانها المناسب ، وأسلوب التعجب والاستفهام وغيرها من قواعد اللغة العربية .
وهذا النوع أيضاً يحتاج من المعلمة التدرج ليصل الطفل للهدف المطلوب ، وبداية تقوم المعلمة بعرض قصة قصيرة جداً عن ( بر الوالدين ) مثلاً ، يقوم التلاميذ بقراءتها واستيعابها ، ثم تطلب منهم المعلمة كتابة قصة أو نص عن ( بر الوالدين ) كذلك ولكن بشرط أن لا ينسخ القصة التي قرأها ، ولكن يكتب من مخيلته ، وتُكرر المعلمة هذا النشاط عدة مرات ، والهدف منه أن يتعلم الطفل بالنمذجة كيفية التعبير والكتابة .
وأخيراً تعرض المعلمة صورة عن ( التعاون بين الأصدقاء ) وتطلب منهم أن يُعبِّروا ويكتبوا أربعة أسطر عما يروه في الصورة ، وفي حصة أخرى تعرض عليهم صورة عن موضوع آخر وتطلب كتابة خمسة أسطر حتى يتقن الأطفال التعبير .
وكتشجيع للأطفال بالإمكان عمل مسابقة في أجمل تعبير عن الوطن عند اقتراب اليوم الوطني ، وتعبير عن الأم عند اقتراب عيد الأم ، وهكذا .. ( المعلمة الذكية تستغل المناسبات ) .
مع تكريم الطفل صاحب أجمل تعبير أمام زُملائه ، وهنا قد تكون المعلمة قد أعدَّت كاتباً مهما للمستقبل ، يُرفع اسم بلاده ويدعو لمعلمته التي صنعت منه رجلاً عظيماً ، بالتوفيق لجميع معلماتنا العظيمات .