-->

قصّةُ المُتصدِّق السّري للأطفال / قصة مفيدة للأطفال

 من هو المُتصدق السري !


قصّةُ المُتصدِّق السّري للأطفال / قصة مفيدة للأطفال

كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان حتى كان ، كان هناك رجل صالح اسمه ( زين العابدين بن علي ) رضي الله عنه وأرضاه ، كان زين العابدين يرى عدداً كبيراً من الفقراءِ والمساكينِ في مدينته ، وكان يُحب مساعدتهم بكل ما يستطيع أن يقدمه لهم من طعامِِ وشرابِِ وثيابِِ ودواءِِ ، كما أنه كان يحب أن يساعدهم في الخفاء فلا يعلم أحد من الناس أنه يساعد الفقراء ، وحتى الفقراء أنفسهم لم يكونوا يعلموا من هو الرجل الذي كان يساعدهم ! 



لقد كان زين العابدين يفعل الخير يبتغي به وجه الله تبارك وتعالى ، وكان له حيلةٌ في ذلك ، فقد كان ينتظرُ للمساءِ حتى ينامَ الناسُ جميعاً ، ثم يضعُ الطعامَ والشرابَ وما قد يحتاجهُ الفقراءُ في أكياسِِ كثيرةِِ ، ثم يحملها على كتفهِ ويخرجُ للشارعِ مُتخفياً دون أن يشعرَ بهِ أحدٌ ، ثم يضعُ كيساً أمام كل بيت فقيرِِ ومحتاجِِ ، ثم يدق الباب ويرحلُ بسرعة قبل أن يفتح صاحبُ البيت ، ويذهب إلى البيت الثاني يضعُ كيساً ويدقُّ البابَ ويرحل بسرعةِِ إلى البيتِ الثالث وهكذا ..



كان الفقراءُ يتعجبون من هذا الرجلِ الذي يضع لنا الطعام في الليل ويرحل ؟
واستمر زين العابدين على هذا الحالِ سنواتِِ طويلةِِ ، وفي ذاتِ يومِِ تُوفيَ زينُ العابدين بن علي ، وعندما قام المغسلون بتغسيله تعجبوا من وجود أثارِِ على أكتافه ! وفي تلك الليلة لم يدقَّ أحدٌ على بيوتِ الفقراءِ والمساكين ليعطيهم الطعامَ ، وكذلك الليلة الثانية والثالثة ! فعرف الناس حينها بأن من كان يتصدق في السر هو زين العابدين بن علي حفيد سيدنا علي بن أبي طالب ( كرم اللَّه وجهه ) .



نتعلمُ من هذه القصة حبَّ مساعدة المحتاجين وعدمَ التأففِ منهم أو التكبرِ عليهم ، فلهمُ الحقُّ في أموالنا التي هي ملكٌ للَّه تبارك وتعالى ، وعندما نتصدق عليهم ؛ يجبُ أن نُخلصَ بهذا العملِ لوجهِ اللَّه عزَّ وجل ، وليس ليُعجبَ بنا الناسُ .