-->

أنواع شخصيات الأطفال وكيف نتعامل معهم ؟

ماهي شخصيات الأطفال ؟ وكيف نتعامل مع كل شخصية !

أنواع شخصيات الأطفال وكيف نتعامل معهم ؟

للأطفال عند علماء النفس شحصيتان لا غير هُما ( الشخصية السَّوية ، والشخصية الغير سوية ) ، وفي موضوعنا هذا سنتحدث عن الشخصية السوية لدى الأطفال . 

1. الطفل الحساس :

طفل حساس : هو طفلٌ وُلدَ بجهازِِ عصبيٍّ أكثرَ حساسيةً للمثيراتِ المحيطةِ ، فهو يتحسّسُ من أي كلمةِِ تقالُ له ، أو أي انتقادِِ يوجّهُ إليه ، و يغضبُ ويبكي لأبسطِ الأشياءِ ، حساسٌ جدًا للمشاعرِ ويستطيعُ ملاحظتها بسرعةِِ في وجوهِ الآخرين ، و يفضّلُ اللعبَ الهادئ ، والصوتَ المنخفضَ ، وهو متسامحٌ لدرجةِِ كبيرةِِ مع الآخرين .


صفاتُ الطفلِ الحساس : مُرهف الحسِّ ، يحبُ الصِّدق والوضوح ، خجولٌ ، يُقدرُ مشاعرَ الآخرين ، ودودٌ ، يحتاجُ إلى وقتِِ طويلِِ لإنجازِ المهامِ ، يجدُ صعوبةً في تكوينِ صداقاتِِ جديدةِِ ، يُفضّلُ العملَ الفردي على الجماعي ، يكرهُ الضّوضاءَ ويميلُ للأجواءِ الهادئةِ .



طريقةُ التعاملِ مع الطفلِ الحساس :

1. ساعديه في اختيارِ الأصدقاءِ ، وكُوني صديقةً لهُ قبل أن تكوني مربية .


2. انظري إلى إحساسه بشكل إيجابي ، فبدلًا من رؤية غضبهِ وبكائهِ بشكلِِ سلبي ؛ انظري إليه كنعمة كبيرة من اللَّه ( عز وجل ) ، فهي سمة للمبدعين والفنانين ، تأكدي أنه سيكون من الأطفال الموهوبين في المستقبل .


3. احذري من إشعاره أن الأمر الذي يُزعجه لا يستحق ، فهذا يجعله يضخم المشكلة بشكل أكبر حتى يكسب تعاطفكِ .


4. استخدمي تعريفَ المشاعرِ معه ، كأن تقولي لهُ : أنا أشعرُ بكَ ، لو كنتُ مكانكَ لشعرتُ بما تشعرُ بهِ الآن ، فقط استمعي له وادعميه .


5. لا تنهريه بعنفٍ مهما كبرَ خطؤهُ ، ولا تُرغميهِ على التجمعاتِ الكبيرةِ فجأةً ، بل مهِّدي لهُ وابدئي معه بالتجمعات الصغيرة المحببة له أولًا ، واحرصي على زيادةِ ثقتهِ بنفسهِ بأن تُشجعيه وتمدحيه خاصةً أمامَ الآخرين .



2. الطفلُ النشيطُ :

صفاته : يحبُّ العملَ ، هو الأكثرُ حيويةً وتعاونًا في صفهِ أو في منزلهِ ، قياديٌّ إذا تواجدَ مع جماعة ، ذكيٌّ ، يُعتمدُ عليهِ ، يحترمُ النظامَ ، من السَّهلِ عليهِ تكوينَ علاقاتِ الأصدقاءِ ، اجتماعي جِداً .



طريقةُ التعاملِ مع الطفلِ النشيط :

1. شجعيه دائماً وامدحيه أمام الآخرين ، فهذا يجعلُ منه شخصيةً رائعةً .


2. كلفيهِ بمهامِِ حركيةِِ حتى توظفي طاقته الحركية بطريقةِِ إيجابيةِِ .


3. غيّري بيئةَ الدِّراسة أو العمل التقليدية لديهِ ، فهي مُقيدة له ؛ إذ أن الجلوسَ لفتراتِِ طويلةِِ في الصَّفِ أمرٌ مزعجٌ لا يحتمله ، واتبعي أسلوبَ ( التعليم باللعب ) ، ( التعلم الجماعي ) ، ( المسابقات ) ، طبقي هذا وستكتشفين طفلاً آخر بداخلِ هذا الطفل .


4. اصفحي عنهُ عندما يُخطئُ دون قصدِِ ، ولا تُرهبيه فهو مازالَ طفلاً يتعلمُ من أخطائهِ .


5. ضعي له روتينًا وخطةً منسقةً يسيرُ عليها ، حتى لا يتسببَ لكِ في الفوضى ، فالطفلُ النشيطُ إن لم يجدْ خطةً أو توجيهً منكِ يتبعه ؛ فإنه سيجدُ خطةً لنفسهِ ومن هنا ستبدأ الفوضى .


3. الطفلُ الجادُّ الهادفُ :

من أهم صفاتِ الطفلِ الجادِّ الهادفِ بأنهُ لا يحبُّ اللعبَ كثيراً كباقي الأطفال الآخرين ، جادٌّ في طريقةِ التصرفِ مع الأشياءِ ، وفي إنجازِ المهماتِ التي يتمُّ توكيله بها ، لديه رغبةٌ كبيرةٌ للوصولِ إلى الكمالِ ، في بعضِ الأحيانِ قد يستهزءُ بالمهامِ التي يتم توكيله بها ، حيث أنه يرى أن هذه المهام أقلَّ بكثيرِِ من قدراتهِ ، يحبُّ النظافةَ والترتيبَ ويكرهُ الفوضى.



طريقة التعامل مع الطفلِ الجادِّ :

1- اصغي إليه عندما يتحدثُ معكِ عن أفكارهِ ووجهاتِ نظرهِ ، وأشركيه في النقاشات واطلبي رأيه .



3- تواصلي معه بالطريقةِ التي تناسبهُ ، فهو يُفضلُ أن تعامليهِ كرجلِِ كبيرِِ ، وبمنطقيةِِ والابتعادُ عن الطريقة العاطفية .



4. الطفل السلبي :

صفاته : لا يحركهُ الحافز ، يشعرُ الآخرون أن لديه لا مبالاة ، ينعزل عن المحيطين به ، لا يبدي رأيه بما يحدث حوله ، يصعب عليه التحدث بما يشعر .



طريقة التعامل مع الطفل السلبي :

1. اطلبي منه المشاركة برأيه في كل شيء يخصه ويخص الصف .


2. لا تجبريه على التحدث بما في داخله ، بل صاحبيه وطوري علاقتكِ به حتى يتحدث معكِ بعفويةِِ .


3. احذري من مقارنته أو معاقبته بعنف أو حرمانه مما يحب ، بل ابحثي عن السبب الحقيقي وراء سلبيته .


4. وفِّري له وسائل جديدة لم يعرفها من قبل واعرضي عليه بعض الأفكار ، واسمعي منه البعض الآخر .


5. أشْرِكيه في رحلات استكشافية ممتعة ، ووفري له قصصًا شيقة وشجعيه على ممارسة الرياضة .


5. الطفل الأناني :

صفاته : يحبُّ الاستحواذَ على كلِّ شيءِِ ، يصعبُ عليه التواصلُ مع من حولهِ ، يصعبُ عليه تكوين صداقاتِِ ، يحبُّ ذاتهُ بشكلِِ ملحوظِِ ومبالغِِ فيه ، يشعرُ بأنهُ أفضلُ من الآخرين وأنهُ يمتلكُ إمتيازاتِِ للفوزِ بكلِّ شيءِِ يريدهُ .


طريقة التعامل مع الطفل الأناني :

1. احذري تدليله لأن الدلال الزائد يجعله طفلًا يحبُّ نفسه فقط ، ويرى الضوء عليه هو فقط .


2. احذري أيضًا الشدة والقسوة الزائدة فهذا سيزيدُ من أنانيته ، حتى يُعوض الاهتمام الذي يفقده من الأشخاص حوله .


3. عزِّزي ثقتهُ بنفسهِ وعلميه كيف يُحبُّ الآخرين ، وأحضري له حيوانًا أليفًا في المنزل حتى يشعر بالغيرِ ، ويعرفَ كيف يؤثرُ الحبَّ على من حوله .


4. علمي طفلكِ معنى العطاءِ ، و أشْرِكيهِ في لعبةِِ رياضيةِِ جماعيةِِ كي يتعلمَ معنى ( روح الفريق ) ويتعاون مع أصدقائه ويتنافس معهم بروحِِ رياضيةِِ بعيداً عن الأنانيةِ وحبَّ الذاتِ فقط .


6. الطفل العنيد :

صفاته : صوتهُ مرتفعٌ في أغلب الأحيانِ ، عصبيٌّ ، يكرر كلمة ( لا ) أو ( لا أريد ) كثيراً حتى لو كان يريد ما تقدمينه له ، يرفضُ تنفيذ أغلبِ الأوامرِ حتى لو كان تنفيذه لها متعة وسعادة له .



طريقة التعامل مع الطفل العنيد :

1. لا تقابليِ عناده بالعناد ولا بالصوتِ العالي ، بل قابليه بالهدوء ليتعلمه منكِ .


2. قللي من استخدامكِ كلمة ( لا ) أمامه ، حتى لا تصبح هذه الكلمة هي رده التلقائي على أي طلبِِ تطلبينهُ منه ، وحتى لا يصبح لدى الطفل قناعة أن معلمتي ستقول ( لا ) وستغضب في كل الأحوالِ لذلك سأفعلُ ما أريد .


3. انظري لعينه وأنتِ تحدثيه ، وخصصي له وقتًا خاصًا تقضينه معه ، استمعي إليه جيداً فتجاهله سيزيده عناداً .


4. بعدما يهدأ ويمر موقف العناد ، تناقشي معه بهدوءِِ ، وقُصي له قصةً عن ضبطِ النفسِ ، وكيف يجب أن يُدير غضبه وفوائد كظم الغيظ ، وكيف وصَّانا الرسول بهذا السلوك .


5. ابتعدي عن الأوامر المباشرة ، وقدمي له اختيارات دومًا حتى يشعر أنه ينفذُ ما يختاره هو ، حتى لو كانت الاختيارات قريبة من بعضها كأن تتركيه يختار ( هل تنام الآن أم بعد 10 دقائق ) ، فإنه حتمًا سيختار بعد عشر دقائق ، لكنه سيصبح قراره هو واختياره وليس إجبارًا منكِ عليه .


6. كوني واقعيةً في أوامركِ معه ، فإن أردتَ أن تطاع فأمر بما يُستطاع ، فلا يمكنُ لطفلكِ المستغرقِ في اللعبِ أن يقومَ حالاً للمذاكرة أو أي فعل غير محبب له ، بل التدرج شيئًا فشيئًا ، والتمهيد له مسبقًا هو الحل .


7. استبدلي الأوامر بالأسئلة ، فبدلًا من أن تأمرينه بقولكِ : ( هيا لتكتب الدرس حالًا ) ؛ يمكنكِ أن تقولي له : ( متى ستكتب الدرس ؟ ) وناقشيه لتصلي إلى ما تريديه منه بصبرِِ وذكاءِِ منكِ .


8. المديح والثناء لأي عمل إيجابي يقوم به الطفل ، مهما كان بسيطاً حتى وإن كان دون قصد منه ، مع الانتباه إلى أن يكون المديح غير مرتبط بالعاطفة : ( أنا أحبك لأنك تصرفت هكذا ) ، يجب أن يكون الثناء مرتبطاً بالفعل : ( شكراً لأنك قمت بهذا العمل بنجاح ، أنت شخصٌ لطيفٌ ومتعاونٌ جداً ، أنت شخصٌ متقنٌ ومنظمٌ ، أنت شخصٌ ناجحٌ وقادرٌ على القيامِ بأيّ عملِِ ) وهكذا ..


9. كثرة الدّلالِ يُنتج طفلًا عنيدًا ، وكذلك الشدة والقسوة ، فكلاهما وجهان لعملة واحدة تنتج طفلًا غير سَوِي .


10. لا تسلطي الضوء على أخطائه وسلبياته ، بل انتقدي التصرف الخاطئ فقط ، وعاقبيه على مقدار الخطأ ، ولا تقارنيه بإخوانه أو أصدقائه حتى لا تُشعلي نار الغيرة بينهم .


11. أعطيه الثقة بنفسهِ ، واطلبي منه أعمالاً بما يتناسب مع عمره ، وامدحي تصرفاته الجيدة أمام الآخرين ، وشجعيه على تكرارها حتى يشعر أنه طفل جيد ومحبوب من الجميع .



12. لا تتحدثي عن أخطاء الطفل أمام الآخرين بطريقة السخرية أو الشكوى أو أية طريقة أخرى ، حتى بين بعضكم لا تتكلموا عن تصرفاته في حضوره .




وأخيرًا لن نستطيع القول إن هناك نمط شخصية أفضل من الآخر ، بل كل طفل هو إنسان متميز وفريد من نوعه ، فريد في تصرفاته وفريد في كيفية التعامل معه ، فأتقني التعامل مع طفلك وامتلكي مفتاح شخصيته والتعامل معه لكي تستطيعي تطويرها .



وهناك فرق كبير بين الحزم والقسوة يظهر في مثال :
الحزم : ( حبيبي حان وقت النوم ، أعلم أنك تريد اللعب فأنت تحب هذه اللعبة كثيرًا ، لكنك بحاجة للنوم ليرتاح جسمك وتستطيع التركيز أكثر غدًا عند لعبها مرةً أخرى ) .
القسوة : (حان موعد النوم ، قُم واستعد للنوم فورًا ) .