-->

قصة فأر القرية وفأر المدينة/ قصة مسلية للأطفال

 فأرُ القريةِ وفأرُ المدينةِ

قصة فأر القرية وفأر المدينة/ قصة مسلية للأطفال



يُحكى أن فأرانِ صديقانِ كان يعيشُ أحدُهما في القريةِ والآخرُ في المدينةِ ، وذاتَ يومٍ قرر فأرُ المدينةِ أن يدعُو صديقهُ فأرَ القريةِ ليقضيَ معهُ يومًا كاملًا في المدينةِ ، ويُرِيَهُ جمالَ أبنيتها وشوارعها ، وفعلًا ذهب صديقنا فأرَ القريةِ مُتحمسًا لزيارةِ المدينةِ ، وعندما وصلَ إلى أحدِ الشوارعِ كادت أن تدهسهُ سيارةٌ مُسرعةٌ ، فخافَ وهربَ مسرعًا إلى شارعٍ ضيقٍ ليختبئَ فيه ، فتفاجأ بصديقهِ فأرَ المدينةِ وهو يُرحبُ بهِ ، ويقولُ : أهلًا بك يا صديقي أنا سعيدٌ لرؤيتكَ وحضوركَ إلى مدينتي ، هيَّا بنِا سأريكَ كم هي جميلةٌ . 



فسارَ الصديقانِ في شوارعِ المدينةِ وبدأ فأرُ القريةِ يرى البناياتِ العاليةِ ، والشوارعِ المزدحمةِ بالسياراتِ والبشرِ ، حتى أنه كادَ أن يدوسهُ أحدُ الرجالِ المارِّين ، وكانَ دخانُ السياراتِ والسجائرِ يملأُ الجوَّ ، ثم شعر فأرُ القريةِ بالجوعِ فقال لصديقهِ فأرَ المدينةِ : إني أشعرُ بالجوعِ يا صديقي ، تعالَ لنتناولَ الطعامَ ، لقد أحضرتُ لكَ معي من الحقلِ بعضَ الذّرةِ اللذيذةِ ، فقال فأر المدينة : ذُرة ! لا لا يا صديقي سوف أطعمك طعاما لم تأكله في حياتك ، فقال فأر القرية : وما هذا الطعام ياصديقي ؟ فأخذه فأر المدينة إلى أمام إحدى المطاعم التي تصنع البيزا والبرجر ، وكان أمام المطعم برميل نفايات ، فدخل فأر المدينة فيه وأخذ يبحث عن بقايا بيزا رماها أحد زوار المطعم في البرميل ! 



جمع فأرُ المدينةِ ما استطاعَ جمعهُ من النفاياتِ وقدّمها لصديقهِ فأرَ القريةِ ! تفاجأ فأرُ القريةِ وقال : ماهذا يا صديقي هل تأكلُ طعامك من النفاياتِ ؟ فقال لهُ : نعم إنها لذيذةٌ تعال وتذوقها ، فقال فأرُ القريةِ : لا أستطيعُ يا صديقي تناولَ النفاياتِ ، سأعودُ إلى قريتي وأنا أدعوكَ لزيارتي ، وتجربَ حياة القريةِ الجميلةِ .

عادَ صديقنا فأرَ القريةِ إلى قريتهِ وهو سعيدٌ بحياتهِ الجميلةِ والهادئةِ فيها .



وفي صباحِ اليومِ الثاني قرَّر فأرُ المدينةِ أن يزورَ صديقهُ في القريةِ ، لكنهُ لم يكن متحمسًا لهذهِ الزيارةِ لأنهُ كان يظنُّ أن المدينةَ أجملُ من القريةِ ، وعندما وصل إليها رأى الحقولَ الواسعةَ والمزارعَ المليئةَ بالأشجارِ والثمارِ اللذيذةِ ، واستنشقَ الهواءَ النقي ، ورأى الحيواناتِ الأليفةِ بأنواعها ، لقد كان مُنبهرًا بجمالِ القريةِ وبطُرقها الواسعةِ والآمنةِ من السَّياراتِ والدَّراجاتِ الخطيرةِ ، وأثناءَ تجولهِ بين الحقولِ ؛ رأى صديقهُ فأرَ القريةِ يلعبُ مع الأرنب ، ويتناولُ الجُبن الشَّهي ، فناداهُ وقال لهُ : صديقي لا أريدُ أن أعودَ إلى المدينةِ ، هل أستطيعُ أن أنتقلَ للعيشِ معكَ في هذهِ القريةِ الرائعةِ ؟ لا أريدُ العودة إلى المدينةِ وإلى طعامِ النفايات ، فقال فأرُ القرية : بالطبع يا صديقي أهلًا بكَ ، لقد أسعدني قرارك هذا وأنا متأكدٌ من أنكَ ستحبُّ الحياة في القريةِ .

وأنتم صِغاري هل تُحبون حياةَ القريةِ أم حيَاةَ المدينةِ ؟