-->

قصة عزير في القرآن الكريم / قصص ممتعة للأطفال

 قِصَّةُ عُزيرٍ في القُرآنِ الكَرِيمِ

قصة عزير في القرآن الكريم / قصص ممتعة للأطفال


صغاري الأبطال .. لقد تعددت آراءُ العلماءِ في من هو عُزير ؟ فمنهم من قال : هو نبيٌّ من أنبياءِ الله الذين أرسلهم إلى بني إسرائيل ، ومنهم من قال : بل هو رجلٌ صالحٌ من الصالحين ، ولكن ماهي قصةُ عُزيرٍ في القرآنِ الكريمِ ؟



يُحكى أن عُزيرًا كان رجلًا صالحًا آتاهُ الله من العلم والحكمة الكثير ، وفي ذاتِ يومٍ كان عزيرٌ مسافرًا على ظهر حمارهِ فمرَّ على قريةٍ خاويةٍ ( ليس فيها أحدٌ من الناس لأنهم ماتوا جميعًا ) ، فقال عزيرٌ في نفسهِ : هل من الممكن أن يُحيِي الله سبحانهُ وتعالى أهل هذه القرية بعد أن ماتوا جميعهم ؟ 


وفي لحظة سؤاله جاءهُ الردُّ من الله تبارك وتعالى ، لقد شعر عزير بالنعاس فنام في مكانه ثم نزل ملكُ الموتِ فقبضَ روحهُ ، وظل ميِّتًا مئة عامٍ كاملةً !



وبعد مرور قرنٍ من الزمانِ أحياهُ الله ، فاستيقظ عزير كأنه استيقظ من النومِ ، وفجأة رأى أمامهُ رجل ( لكنه ملَكٌ ) أرسله الله تعالى ليسأل عزير : كم نِمتَ يا عزير ؟ فقال عزير : ربما نِمتُ يومًا أو جُزءً من اليوم ، فقال له المَلَكُ ؟ كلا ، لقد أماتكَ الله سبحانه وتعالى مئة عامٍ ثُم أحياكَ ، وإذا كنت لا تُصدق انظر إلى طعامكَ وشرابك ، لكن عزير رأى طعامه كما هو لم يتغير ! فبدأ يشُك في كلامِ الرجلِ ، فقال له : حسنًا انظر إلى حمارك .



فوجد حماره عظامًا يابسة ، ثم تفاجأ عزيرٌ عندما رأى الملَكُ يأمرُ العظامَ لتتجمع ثم بدأ اللحمُ والعروق والعصبُ يكسُو العظام ، ثم تَغَطى اللحمُ بالجلدِ والشعرِ ، ثم فتح الحمارُ عينيهِ وبدأ ينهق ! اندهش عزيرٌ من قدرةِ الله سبحانه وتعالى على الخلق والإبداع ، حينها عرف الردَّ على سؤالهِ : هل يستطيع الله تعالى أن يُحيِي القرية ؟



التفت عزيرٌ فلم يجدِ المَلَكَ ، ولكنه وجدَ القريةَ الخاويةَ قد تحوَّلت إلى قريةٍ عامرةٍ بالخيرِ والناسِ والبيوتِ الجميلةِ ، فدخلها عزير هو وحماره وسأل الناس : هل تعرفون رجلًا اسمه عزير ؟ فقالوا : نعم ، إنه رجلٌ صالحٌ مات قبل مئة عام ، فقال لهم : أنا عزير ، لقد أماتني الله مئة عام ثم أحياني !



اندهش الناس من كلامه ولم يُصدِّقوه ، فذهب إلى امرأةٍ عجوزٍ عمياء يعرفها وتعرفه عمرها 120 عامًا ، عندما رآها عزير آخر مرة كان عمرها 20 عامًا ، فقال لها : يا امرأة أنا عزير هل تذكرتني ؟ قالت العجوز : لقد مات عزير من مئة عام ، فقال : نعم متُّ مئة عامٍ واليوم أحياني الله تعالى ، فقالت العجوز : لو كُنتَ عزيرًا فاثبت كلامك ، لقد كان عُزير مستجابَ الدعوةِ يدعو للمريضِ فيشفيهِ الله ، ويدعو لصاحب البلاء فيرفع الله تعالى عنه البلاء .



حينها رفع عزير يديهِ إلى السماءِ وبدأ يدعو لها بأن يرجع لها بصرها وتعود لها عافيتها وقوتها ، وفجأةً فتحت العجوزُ عينيها فإذا هي ترى ! واستطاعت الوقوف والمشي وكأنَّ عمرها عاد إلى العشرين ، ثم التفتت إلى عزيرٍ فرأته وعرفته وقالت : أجل أنت هو عزيرٌ الرجلُ الصالحُ .



فأسرعت المرأةُ إلى أبناءِ عزيرٍ وأحفاده ، فقالت لهم : هذا أبوكم عزير أحياهُ الله بعد موته ! فقالوا لها : هل جُننتي ؟ هل يعود من يموت ؟ ومن أنتِ ؟ قالت : أنا مولاتكم ( خادمة كانت تخدم في منزلهم في شبابها ) ، وقد دعا لي عزير فعاد إليَّ بصري وشبابي ، فقال أحدُ أبناءِ عزير : كان لأبي شامةً سوداءَ في ظهرهِ ، فكشف عزيرٌ عن ظهرهِ فرؤوا الشامةَ فصدقوه .



بعد ذلك استطاع عزير أن يستخرج أوراق التوراة ( كتابٌ أنزلهُ الله تعالى على بني إسرائيلِ ) ، بعد أن نسي الناس التوراة ، فجددها لهم الله تبارك وتعالى ليعلمهم أمور دينهم ، لكن اليهود بدلًا من أن يشكروا الله على نعمته عليهم ؛ كفروا وقالوا : عزير ابن الله !! نستغفر الله ونتبرأ من قولهم ، فسبحان الله أن يكون له ولد أو والد ، فهو واحد أحد ليس له مثيل ولا مكافئ .



قال الله تعالى في سورة البقرة عن قصة عزير : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

وقد ورد ذكر عزير في موضع آخر ، قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ) .