-->

قصة السيدة مريم / قصص الأنبياء للأطفال

 قصّة السّيدة مريم للأطفال

قصة السيدة مريم / قصص الأنبياء للأطفال

معلمتي الغالية .. إن السيدة مريم ( عليها السلام ) مثالٌ للفتاةِ الزاهدةِ العابدةِ الصابرةِ لقضاء ربها وقدره ، وهي من سيدات نساء العامين لتقواها وطهارتها وزهدها .



فهي مريم ابنة عمران بن ياشم بن أمون بن ميشا ... إلى سليمان بن داوود ( عليهما السلام ) ، وآل عمران من نسل سيدنا نوح ( عليه السلام ) ، وقد فضلهم الله على العالمين لورعهم وتقواهم ، وأن منهم أنبياء ورسل .





كانت السيدة مريم تحب أن تتعبد لربها في مكان منعزل عن الناس ، وكان الرزق يأتيها من الله عز وجل ، فكانت تنتهي من صلاتها فتجد ألوان الطعام والفاكهة بجوارها ؛ رزق من الله تبارك وتعالى .




وفي ذات يوم أمر الله تبارك وتعالى جبريل ( عليه السلام ) أن ينزل بأمر الله إلى السيدة مريم ، فأتاها وهي تتعبد كهيئة رجل ، فلما رأته مريم خافت وتعجبت من هذا الرجل ؟




قالت السيدة مريم : أعوذ بالله منك ، لا تقترب مني إن كنت تخشى الله وتتقيه ، فأجابها جبريل وطمأنها بأنه لا يريد بها سوءاً ، ولكنه رسول ربها ليهب لها غلاماً زكياً .




تعجبت السيدة مريم من قوله ! فكيف لها وهي الطاهرة العفيفة الزاهدة أن يكون لها ولد ولم تتزوج ، ولم تفعل الزنا ! فقالت لجبريل : كيف يكون لي ولد ولم أتزوج ؟ 




فبشرها جبريل أنه رسول من الله ، وأن الله أراد أن يخلق ولداً بدون أب ليكون آية للناس على قدرته ، ثم نفخ جبريل ( عليه السلام ) على السيدة مريم العذراء البتول ؛ فحملت بسيدنا عيسى ( عليه السلام ) .




ولما أحست السيدة مريم بالحمل ؛ تركت قومها واعتزلتهم ، وذهبت إلى أقصى مكان في القرية ، قيل أن فترة حملها كانت ساعتان أو يومان والله تعالى أعلم .




فلما أحست السيدة مريم بأعراض الولادة ؛ ذهبت إلى جذع النخلة وأمسكت به ، كانت في لحظتها تعلم أن ما يحدث لها هو أمر الله وقضاؤه ، لكنها في نفس الوقت تفكر بقومها و ردَّةِ فعلهم عندما يروها وقد ولدت طفلاً بلا أب فتمنت الموت .



لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يُطمئن قلبها فأنطق لها ولدها عيسى ( عليه السلام ) ، فقال لها : لا تحزني يا أمَّاه قد جعل ربكِ تحتكِ سرياً ( أي نهراً ) وهُزي بجذع النخلة تتساقط عليك رُطباً طيباً ، فأحسَّت السيدة مريم بالطمأنينة لما رأت المعجزة أمامها .




وَلَدت السيدة مريم سيدنا عيسى ( عليه السلام ) ، فحملته ولم تعلم ماذا تصنع وماذا تقول لأهلها وقومها ؟ لكن سيدنا عيسى ( عليه السلام ) أنطقه الله فقال لها أن لا تتكلم مع قومها بل تُشير إليه هو ، فهو من سيتحدث عنها .




كبر سيدنا عيسى ( عليه السلام ) وأصبح نبياً رسولاً من الله إلى قومه ، وتوفت السيدة مريم بعد رسالة ابنها عيسى ، وقيل أنها رُفعت إلى السماء بعد وفاتها بجسدها فلا يوجد لها قبر ،والله تعالى أعلم .




انتهت قصتنا آملين من الله عز وجل أن تكون الفائدة قد عمّت على الجميع .
إلى اللقاء في قصة جديدة وموضوع جديد بإذن الله تعالى .