قصة ماشطة ابنة فرعون / قصص دينية للأطفال
قصَّة ( ماشطةُ ابنةِ فرعَون )
للأطفال
كان هناك امرأة صالحة تعمل في قصر فرعون الظالم ، كانت تأتي كل يوم للقصر لتسرِّح شعر ابنة فرعون .
لقد كانت امرأة مؤمنة بالله ( سبحانه وتعالى ) ، ولم تكن تُظهر إيمانها لأحد من حاشية فرعون أو حتى أسرته حتى لا يقتلها ، فهي تعتبر عاصية لأمره بعبادته من دون الله ..
وفي ذات يوم وهي تمشط شعر ابنة فرعون ؛ سقط المشط من يدها ، فانحنت للأرض كي تلتقطه ، وأثناء ذلك قالت : بسم الله ، وأخذت المشط .
فقالت لها ابنة فرعون : تقصدي بالله فرعون أبي ؟ قالت المرأة الصالحة : كلا ، أقصد الله سبحانه وتعالى ، الله ربي وربك ورب أباكِ .
تعجبت ابنة فرعون أن هناك إله غير أبيها ! فذهبت وأخبرت أباها بما سمعته من الماشطة ، وما كان من فرعون إلا أن غضب غضباً شديداً ، واستدعاها ليسألها .
حضرت الماشطة إلى فرعون وسألها : من ربك ؟ من تعبدين ؟ فقالت : أعبد الله رب العالمين ، ربي وربك الله .
غضب فرعون وهددها بالعذاب الشديد إذا هي لم ترجع عما قالته ، وأقرت بعبادتها له ، لكنها رفضت رفضاً تاماً ؛ فإيمانها قوي كالجبال لا يهزه تهديد عبد كافر كفرعون .
فما كان من فرعون إلا أن أمر جنوده بتحضير وعاءٍ كبير جداً من نحاس ، وأمرهم بملئ الوعاء بالزيت وتسخينه على نار الحطب لأعلى درجة ، ثم أمر بإحضار أبنائها الأربعة .
كانوا أطفالاً صغاراً ، لكنهم كانوا كأمهم في إيمانهم ، وكان أصغرهم سناً مازال مولود قبل بضعة شهور ، ثم بدأ فرعون بتنفيذ عذابه .
أمرها أن ترجع عما قالت فرفضت ، فأمر جنوده فوراً برمي ابنها الأكبر في الزيت ، وما هي إلا لحظات حتى اختفى صراخ طفلها ومات شهيداً أمام عينيها .
ثم أمرها أن ترجع عن قولها أو سيأمر برمي طفلها الثاني ، كان قلبها يتقطع ألماً على ابنها لكن إيمانها بأن ابنها الآن سيصبح في مكان أفضل بكثير من هذه الدنيا جعلها تصبر وتثبت .
وبسبب إصرارها أمر برمي ابنها الثاني ، وهي تصيح وتبكي لكنها مازالت ثابتة على إيمانها ثبات الجبال ، ثم رُمي بابنها الثالث ، فكادت تنهار من هذا الظلم العظيم .
وأخيرا وصل الجنود إلى طفلها المولود ، أعاد لها فرعون الأمر بتغيير عبادتها لله رب العالمين وتعبده هو ، وهنا نظرت المرأة الصالحة إلى مولودها في حضنها وهي لا تريد أن يُعذَّب كما فعلوا بإخوته ، لقد كان هذا الصغير هو الأحب إلى قلبها .
وكادت المرأة الصالحة أن تتراجع ؛ ولكن الله ثبتها فأنطق لها طفلها !
فجأة رأته أمه وهو ينظر إليها ويقول بصوت لا يسمعه سواها : يا أماه اصبري فإنك على الحق !
فثبتت ؛ فأخذه جنود فرعون فرموه واحرقوه ، وفي آخر المطاف كان الدور على المرأة الصالحة الصابرة ، أعاد عليها فرعون الأمر فرفضت فأمسكها جنود فرعون وألقوا بها في الزيت .
ماتت هي وأطفالها الأربعة بعد صبر وثبات كالجبال ، فكان جزاؤها عند الله أن رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في حادثة الإسراء والمعراج ؛ اشتم رائحة زكية لم يشم مثلها ، وعندما سأل جبريل عن الرائحة أخبره بأنها رائحة ماشطة ابنة فرعون وأطفالها .
انتهت القصة مع تمنياتنا بأن يكون موضوعنا أعجبكم واستمتعتم بقراءته
إلى اللقاء في مقال جديد وقصة مفيدة .