-->

قصة نبي الله سليمان / قصص الأنبياء للإطفال


 قصة سيدنا سليمان عليه السلام


قصة نبي الله سليمان / قصص الأنبياء للإطفال

إن قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) من أمتع القصص للأطفال وأكثرها فائدة لما فيها من غرس للقيم والأخلاق في قلوب أطفالنا من الصغر ..


واليوم ستكون قصتنا مع نبي الله سليمان ( عليه السلام ) مع النملة والهدهد .



1. قصة نبي الله سليمان مع النملة :



في ذات يوم خرج نبي الله سليمان ( عليه السلام ) في جيش عظيم  وعندما وصلوا إلى إحدى الوديان شاهدتهم نملة ، فأسرعت النملة إلى بقية صديقاتها النمل تنصحهم بأن يسارعوا ويختبئوا في بيوتهم حتى لا يدوسهم نبي الله سليمان وجنوده .


قال تعالى : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) .

 ومن هذا الموقف من النملة سيتعلم الطفل مثالاً رائعًا عن حب الغير .. فالنملة لم تنجو بنفسها وتهرب دون أن تهتم لبقية النمل بل ذهبت لتنصحهم وتحذرهم ليحتموا من الجيش العظيم .


ولكن نبي الله سليمان كان قد سمع كلامها ، لأن الله سبحانه وتعالى قد علمه لغة الحيوانات والحشرات والطيور والتحدث معها ..

وهذه قدرة أعطاها الله للنبي سليمان دونًا عن سائر الأنبياء والبشر .


 وحين سمعها تبسم مما سمعه من هذه النملة الصغيرة التي خافت على حياتها وحياة بقية النمل من الجيش العظيم وشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم عليه من نعمة فهم لغة النمل ..


وفعلا أوقف نبي الله جيشه عن التقدم وغير طريقه ، ولم يُصب النملة ورفيقاتها وبيتها أي مكروه ..



2. قصة نبي الله سليمان مع الهدهد :


ذات يوم جمع نبي الله سليمان ( عليه السلام ) قومه من الإنس والجن والطير والحيوانات ، فاجتمعوا كلهم أمامه ينتظرون أوامره .

خرج إليهم نبي الله سليمان بهيبته ورأى الجميع يقفون احتراماً و وقاراً له عليه السلام .. ومرَّ بنظره عليهم جميعاً لكنه نظر نحو الطيور فلم يجد الهدهد !


فسأل الطيور عنه فلم يعلم أحد عن مكانه ، فغضب نبي الله سليمان من الهدهد لأنه لم يحضر و ذهب دون أن يستأذن من النبي سليمان ، فتوعده بالعقاب الشديد .

قال تعالى : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ۝ لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ )


ولن يعفو عن الهدهد إلا إذا جاء بسبب مقنع يجعل نبي الله سليمان يغفر له ..
وبعد أيام مرت عاد الهدهد إلى نبي الله سليمان وقال له : جئتك بنبأ عظيم عن سبأ مملكة في بلاد اليمن ! 



قال تعالى : ( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ).


فعفا عنه نبي الله سليمان وتراجع عن عقابه ، فقال الهدهد : إني رأيت امرأة تحكمهم ولها عرش عظيم ، وهم ويعبدون الشمس من دون الله تعالى !


فحزن سيدنا سليمان عليه السلام من سماع هذا الخبر ، فأرسل على الفور رسالة مع الهدهد يدعو الملكة بلقيس ملكة سبأ إلى عبادة الله وحده لا شريك له هي وقومها .


طار الهدهد بالرسالة حتى وصل إلى اليمن ودخل قصر الملكة وأوصل الرسالة دون أن يراه أحد ، لاحظت الملكة رسالة على سريرها ! أخذتها وقرأت الملكة بلقيس الرسالة هي ومستشاريها ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم  )


قال تعالى : ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ۝ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )
 


جمعت الملكة بلقيس وزراء مملكتها وأكابر قومها وشاورتهم و سألتهم فيما استجدّ وما جاء في رسالة سليمان ، فأشاروا عليها بأن يقاتلوا سليمان ولا يستسلموا له ؛ إلّا أنّ ملكة سبأ كان لها رأيٌ مختلف .


لأنها علمت أنّ سليمان ليس كأي ملكٍ أو سلطان ، فكرت بأن ترسل هدية لسليمان تستعطفه بها  ، ومن هذه الهدية ستعرف الملكة بلقيس مدى قوة سليمان وجنوده .


فهي ستكلف بحمل الهدية مع أقوى وأشد رجالها ، فينظروا ما وصل إليه الملك سليمان ، ثم بعد ذلك تُقرّر هي ما سيكون الأمر إليه بشأن رسالة سليمان .

وفعلا أرسلت الملكة بلقيس هديتها مع أقوى رجالها ، وكانت هديتها للنبي سليمان عبارة عن جواهر ثمينة وضعوها في صناديق كثيرة ، 


فلما وصلوا إلى نبي الله سليمان وضعوا تلك الجواهر والنفائس بين يديه .. فلما رآها وعرف أنها من الملكة بلقيس ملكة سبأ الذين يعبدون الشمس من دون الله رفضها وأعادها لهم .. 


ثم توعّدهم بأنه سيرسل لهم جنوداً لا قِبَلَ لهم بها حتى يُخرجهم من بلادهم صاغرين مهزومين .


رجع رُسل الملكة بالهدية وأخبروها بما حصل لهم ، و حكوا لها عن قوّة وعظمة نبي الله سليمان ، وبأنه ينوي أن يغزو مملكتهم . 


ففكرت الملكة وقررت أن تذهب هي بنفسها إلى نبي الله سليمان ، فأرسلت له رسالة تُخبره بأنها ستقدم إليه وتنزل تحت إمرته بعد أن تنظر إلى ما يدعو إليه .


وسافرت الملكة بلقيس إلى سليمان عليه السلام ومعها جيشٍ عظيم يرافقها ، 
  فلما علم نبي الله بقدومها إليه ، أمر رجاله ببناء قصرٍ لها لضيافتها .


ثم فكر نبي الله سليمان أن يُحضر عرشها من قصرها إلى قصره حتى ترى قوة وعظمة سليمان ، وما وصل إليه ملكه ، 


فأمر سيدنا سليمان رجاله بأن يحضروا له عرش ملكة سبأ في أقرب وقت ممكن ، فتطوّع عفريت من الجن و وعد نبي الله بأنه سيحضره في مدةٍ قصيرة جدا ، 


ولكن قال آخَر من جنود سليمان : أنا سآتيك بعرشها يا سيدي قبل أن يرجع إليك نظرك إذا نظرت إلى أبعد غاية منك !


فكان كما قال فعلا !!
لقد ظهر عرش الملكة بلقيس ملكة سبأ بجماله وعظمته !! و به الكثير من الحليّ التي تزينه أمام نبي الله سليمان .


فقرر نبي الله سليمان بأن يفاجئ الملكة بعرشها لكنه أمرهم بأن يغيروا بعض الجواهر في عرش الملكة ليختبرها إذا كانت ستعرف عرشها أم لا ؟


وصلت الملكة أخيرا ودخلت قصر نبي الله سليمان عليه السلام ، فاستقبلها هي ومن معها من رجال وحاشية ، ثم أراها عرشها وسألها : هل هذا عرشك ؟؟


فعندما رأت العرش كم يشبه عرشها في اليمن كثيرا ! تعجبت من الشبه وقالت للنبي سليمان : كأنه هو .


ثم أدخلها النبي سليمان لقاعة قصره وكانت الأرض التي تسير عليها عبارة عن زجاج تحته بحر !!


اندهشت الملكة بلقيس من هذا البناء وأنزل الله سبحانه وتعالى على قلبها الإيمان فأسلمت مع سيدنا سليمان عليه السلام .


أسلم معها قومها جميعا وعادوا إلى مملكة سبأ في اليمن وهم جميعا مسلمون .