-->

قصة السلحفاة الطائرة / قصة ممتعة للأطفال

 قِصَّةُ السُّلحَفاةِ الطَّائِرَةِ ذَاتِ اللسَانِ الطَّوِيلِ .






قصة السلحفاة الطائرة / قصة ممتعة للأطفال



كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان .. كان هناك بحيرة جميلة تعيش فيها بطة و أوزة جميلتان وصديقتهما السلحفاة اللطيفة ، كانت البطة والأوزة كل يوم تخرجان إلى البحيرة ليلعبا مع السلحفاة ، ويسبحان في الماء معها ويستمتعان بوقتهما ، 




لكن السلحفاة كان لها لساناً طويلاً ، وطبعاً حاداً إذا أخطأ أحدٌ معها في الحديث ، وكانتا البطة والأوزة ينصحانها دائماً بأن تتحكم بلسانها ولا ترد بسوءٍ على من يُسيء إليها ، وفي ذاتِ يومٍ والسلحفاة تسبح لوحدها في البحيرة ؛ تفاجأت السلحفاة بتمساحٍ دخل البحيرة ، 



وبدأ يبحثُ عن طعامٍ ليُشبع جوعه ، عرفت السلحفاة أنها وصديقتيها أصبحن في خطرٍ كبيرٍ من هذا التمساح ، فما كان منها إلا أنها انسحبت من الماء بهدوء دون أن يشعر بها التمساح ، وذهبت فوراً إلى منزل صديقتيها تحذرهما قائلةً : هيَّا لنرحل من هذا المكان لقد أصبح خطراً علينا .



البطة : ولماذا خطر يا صديقتي ؟ ماذا حدث ؟
السلحفاة : لقد دخل بحيرتنا تمساح ضخم وهو الآن يبحث عن طعام ، إذا دخلنا البحيرة مرة أخرى فسيفترسنا بكل تأكيد .



الأوزة : ماذا ! تمساح !! كيف جاء هذا التمساح إلى بحيرتنا الآمنة ؟ يا إلهي إلى أين سنذهب الآن ؟ نحن لا نعرف مكاناً آمناً غير هذه البحيرة .
السلحفاة : لا تقلقي يا صديقتي الأوزة ، أنا أعرف بحيرة خلف هذا الجبل وهي آمنة من التماسيح .
البطة : إذن لنرحل إليها .



السلحفاة : سترحلا أنتما بأجنحتكما ، وأنا سأمشي حتى أصل إليها .
الأوزة : ولكننا نريد أن نذهب معاً إلى بحيرتنا الجديدة .
البطة : لن نترككِ تسيري لوحدكِ يا صديقتنا السلحفاة ، أنا عندي فكرة .
السلحفاة : وماهي فكرتكِ يا صديقتي ؟ 
سنحضر عصا قوية وأمسك أنا بطرفها وصديقتي الأوزة بالطرف الآخر .



الأوزة : وأنتِ يا صديقتي السلحفاة ستمسكي العصا بفمك القوي .
السلحفاة : ماذا ؟ سأطير في السماء ؟ لا لا لا مستحيل  فأنا أشعر بالخوف أن أسقط على الأرض .
البطة : لن تسقطي يا عزيزتي طالما ظل فمك مغلقاً .
الأوزة : لا تتحدثي يا صديقتي مهما حدث حتى لا تسقطي أرضاً .



السلحفاة : ولكن ...
أنتما تعرفاني فأنا إن سمعت كلاماً لا يعجبني من أحد الحيوانات فلا أستطيع أن أمسك لساني من الرد عليه .
البطة : يجب أن تغلقي فمكِ يا صديقتي لأنك هذه المرة ستفقدي حياتكِ .
السلحفاة : حسناً سأحاول .



وفعلاً أحضرت البطة عصاً قوية وأمسكت بقدميها طرف العصا ، وأمسكت الأوزة بالطرف الآخر ، ثم طارتا بارتفاعٍ منخفضٍ حتى اقتربت السلحفاة وقضمت بفكها القوي العصا ، ثم بدأت البطة والأوزة بالتحليق عالياً حتى ارتفعا في السماء ، 



وحلقا فوق البحيرة فشاهدا التمساح يسبح فيها وهو مستمتع ، لكنه انتبه للبطة والأوزة وهما يطيران ويحملان السلحفاة ، ولأنه كان جائعاً ؛ تمنى لو أن السلحفاة تسقط إليه فيأكلها ، ثم قال بصوتٍ عالٍ : انظروا إلى هذه السلحفاة الغبية ، إن شكلها مضحكٌ وهي مُعلقة في الهواء .



وفجأة صرخت السلحفاة قائلةً : أنت هو الغبي أيها التمساح الكرية .. وسقطت السلحفاة بسرعة في البحيرة فأسرع التمساح وافترسها !
صرخت الأوزة : لااااااا صديقتي السلحفاة .. لماذا رددتي على التمساح .
البطة : يا إلهي لقد افترسها التمساح ، ليتها لم ترد لكانت الآن بخير .




وهكذا يا أصدقائي خسرت السلحفاة حياتها بسبب لسانها وسرعة غضبها .
لذلك يجب أن نفكر قبل أن نتكلم ، وألا نتحدث إلا بالكلام الطيب ، وإن أساء إلينا أحد فلنرد بطريقة مهذبة دون أن نُسيء إلى أنفسنا أو إلى غيرنا .



إلى اللقاء في قصة ممتعة وموضوع جديد إن شاء الله تعالى .