-->

تعليم الأطفال الصلاة بأسلوب الترغيب وليس الترهيب

 كيف نُـعـلِّـم أطفالنــــــا الصلاة ؟


تعليم الأطفال الصلاة بأسلوب الترغيب وليس الترهيب



مع بداية السنة الثانية للطفل يبدأ بتقليد بعض تصرفات والديه ، فنجده يقلدهما في طريقة الأكل والمشي والتواصل مع الآخرين ، وفي سن الثالثة يبدأ الأطفال بتمييز جنسهم ، فيميل الصبيان إلى تقليد آبائهم وإخوانهم الأكبر منهم ، والفتيات يقلدن أمهاتهن وأخواتهن الأكبر ..



ومن هنا يبدأ الأطفال بتقليد والديهم عندما يرونهم يصلون ، ويقرؤون القرآن الكريم ، وقد يطلبون سجادة خاصة بهم ، فيسارع الآباء لشراء سجادات صغيرة ، وملابس صلاة للأولاد وللفتيات الصغيرات .




ومن هنا يبدأ الآباء والأمهات بتعليم أطفالهم الصلاة وتحفيظهم بعضاً من سُور القرآن الكريم القصيرة ، وعندما يشاهد الطفل مَنْ حولهُ يشجعونه على الصلاة ويفرحون عندما يحفظ سورة قصيرة في القرآن ؛ يشعر بحب الصلاة ورغبة في أدائها ، وذلك ليحصل على التعزيز ويرى سعادة وحب من حوله له .


ولا ننسَ بأنَّ حُب الله وتوحيدهِ فطرةٌ فطرَ اللهُ الناسَ عليها ، وما على الوالدين والمدرسة إلَّا توجيه الطفل وتشجيعه وتعريفه بجزاء المصلين العظيم يوم القيامة وهو ( الجنة ) .



وننوه هنا بأنه من الخطأ إجبار الطفل على الصلاة من صغره ، أو تخويفه من النار وجهنم إذا لم يُصلِّ ! فنحن كآباء وأمهات نريد أن نحببهم في الصلاة ، لا أن نخوفهم أونُكرِّههم فيها .


ثم ينتقل الطفل من مرحلة التقليد إلى مرحلة تعلُّم الصلاة بطريقة أدق ، وأكثر تفصيل ، فيبدأ بمعرفة عدد ركعات الصلوات الخمس ، وماذا يقول في كل ركوع وسجود ، ويحفظ التشهد والصلاة الإبراهيمية ، فلا يصل للسنة العاشرة من عمره إلا وهو يُصلي بطريقة صحيحة .


ولا ينتهي دور الوالدين حتى بعد تعلُّم الطفل الصلاة بعد سن العاشرة ، فالطفل قد يميل أحياناً للتكاسل عن الصلاة لأنه يريد أن يلعب أو ينام ، لذلك يحتاج الوالدين للصبر أولاً ، ولأسلوب مناسب يجعل الطفل يعتاد على الصلاة وتصبح روتينه اليومي كالطعام والشراب والنوم .



ومن هذه الأساليب أن يأخذ الأب ابنه معه للصلاة في المسجد كلما تسنى له ، وأن يشجعه على الصلاة جماعة مع إخوانه الكبار أو أبناء جيرانه ، وكذلك مع فتياتنا الصغيرات بإمكانهن الصلاة جماعة في البيت بإمامة الأم  .



كذلك أسلوب سرد القصص فبإمكان الوالدين الجلوس مع الأبناء بعد الصلاة وإلقاء قصة من قصص الأنبياء أو قصص القرآن الكريم ، أو أي قصة تُنمي في قلب الطفل حُب الله وطاعته .