تعليم الأطفال الزكاة / أركان الإسلام
الزَّكاةُ الرُّكنُ الثَّالثُ من أركانِ الإسلامِ .
يتعلمُ أبناؤُنا الأطفالُ أركانَ الإسلامِ من الصُّفوفِ الأوليةِ ، وهنا تستطيعُ المعلمةُ المتميزة أن تُبدعَ في توصيلِ موضوعِ الزكاةِ للأطفالِ ، والآن نبدأ بطريقةِ تعليمِ الأطفالِ موضوعَ الزكاةِ بأسلوبِِ ممتعِِ ..
التمهيدُ للدرسِ /
تبدأ المعلمةُ بتذكيرِ التلاميذِ بالحديثِ الشريفِ : قال رسولُ اللَّه - صلى اللَّه عليه وآله وسلم - : ( بُنيَ الإسلامُ على خمسِِ ، شهادةُ أنَّ لا إله إلا اللَّه وأنَّ محمداً رسولُ اللَّه ، وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزكاةِ ، وصومُ رمضانَ ، وحجُّ البيتِ لمن اِستطاعَ إليهِ سبيلاً ) .
وهنا يجبُ على المعلمةِ أن تستخدمَ حركاتِ اليدِ أثناءَ ترديدِ الحديثِ ، أولاً تضمُّ كفَّها والتلاميذُ يُقلدونها ، ثم كلما ذكرت رُكاناً ترفعُ إصبعاً حتى تتمَّ الخمسةَ أركانِِ ، ثم تقولُ للتلاميذِ : تعلمنا أحبائي أن الشهادتانِ هي مفتاحُ الدخولِ إلى الإسلامِ ، وأنَّ الصَّلاةَ هي عمادُ الدينِ ، ونُصلي في اليومِ خمسَ صلواتِِ ، واليومَ عندِي لكم قصٌَة رائعة :
عرضُ الدَّرسِ /
كان ياما كان في قديمِ الزمان ، كانَ هناكَ رجلٌ فقيرٌ جداً اسمهُ العمُّ صالحِِ - وتعرضُ المعلمةُ صورةَ العمِّ صالحِِ بملابسِِ مُمزقةِِ - كان العمُّ صالحِِ وأسرتهُ يشعرونَ بالجوعِ كلَّ يومِِ ولا يجدونَ طعاماً يأكلونهُ إلا الشيء اليسيرَ ، وكانت ملابسُهم قديمةً و مُمزقةً ، وفي ذاتِ يومٍ ذهبَ العمُّ صالحُ إلى تاجرِ المدينةِ ( التَّاجرُ نُعمان ) ،
فقد كانَ نعمان أغنى رجلِِ في المدينة ، دقَّ العمُّ صالحٌ على باب منزل التاجر نعمان ؛ ففتح له أحدُ الخدمِ ، طلبَ العمُّ صالحٌ أن يُقابلَ التاجر نعمان ، وعندما دخلَ إلى مجلسهُ الفاخرَ ؛ رأى نعمانُ الرجلَ الفقيرَ فغضبَ وقال : من أدخلَ هذا المُتسوِّلَ إلى بيتي ؟ قال العمُّ صالحُ : يا سيدي ، كنتُ أريدُ مُساعدتكَ فأنا لا أجدُ ما أُطعمهُ لأطفالِي .
قالَ نُعمانُ : أخرج أيها الفقيرُ ولا تعدْ إلى بيتِي ، لقد كسَبتُ مالِي بِذكائي ، لِمَ أُنفقُه عليكَ وعلى أمثالكَ ؟ هذا غباءٌ كبيرٌ ، أيها الخدمُ : أَخرِجُوا هذا المُتسوِّل ولا تسمحُوا لهُ أو لغيرهِ من الفقراءِ بدخولِ منزلي ، خرجَ العمُّ صالحُ وقلبهُ يتفطرُ ألماً وحزناً من قسوةِ قلبِ التاجرِ نعمانِِ ، وردِّهِ الفظِّ عليهِ .
مرَّت الأيامُ والشهورُ والسنواتُ ، وتحسَّن حالُ العمِّ صالحِِ ، لقد وجدَ عملاً جيداً ، واستطاعَ شراءَ منزلِِ جديدِِ وملابسَ جديدةِِ لأطفالهِ ، وفي ذاتِ يومِِ دقَّ بابُ العمُّ صالحِِ فقامَ وفتحَ البابَ ، رأى أمامهُ رجلاً فقيراً رثَّ الثيابِ ، قال : مساءُ الخيرِ يا سيدِي ، أنا جائعٌ وأريدُ أن تتصدَّق عليَّ ، فقالَ العمُّ صالحِِ : انتظر قليلاً وسَأُحضرُ لك الطعامَ .
ذهبَ العمُّ صالحُ وأحضرَ من كلَّ ما لذَّ وطابَ وقدمهُ للرجلِ الفقيرِ ، فرحَ الفقيرُ وبَدأ يأكلُ بنهمِِ شديدِِ ، حزنَ العمُّ صالحُ وتذكرَ عندما كانَ فقيراً محتاجاً ، لكنهُ لاحظَ أنَّ الرجلَ الفقيرَ يُشبهُ التاجرَ نعمانُ ! فقال لهُ : ما اسمكَ يا رجل ؟ قال : اسمِي نُعمان !! قال العمُّ صالحُ : هل أنتَ التاجر نعمان ؟ اندهشَ نُعمانُ وقال : نعم ..
قال العمُّ صالحُ : ولكن ماذا حدثَ لكَ ؟قال نُعمانُ : لقد خسرتُ تجارتِي وأموالِي ، وأصبحَ عليَّ الكثيرَ منَ الدِّيونِ ، فبعتُ منزلي وكلَّ ما أملكُ ، ورفضَ الجميعُ مساعدتي ، ووصَلتُ إلى ما تراهُ .
قال العمُّ صالحُ : لا عليك يارجل ، أنا سأساعدكَ ، ولكن أريدُ منكَ أن تعملَ وتجتهدَ لتحصلَ على المالِ الحلالِ ، فقال نُعمان : شكراً لك ولكن هل تعرفني ؟
فقال العمُّ صالحُ : أنا الرجلُ الفقيرُ الذي دخلتُ مجلسكَ لأطلبَ مُساعدتكَ .
قال نُعمان : يا إلهي ! هذا أنت ؟
قال العمُّ صالحُ : لا عليك يا رجل ، أنت الآن عرفتَ كيف يُعانِي الفقَراء ، ولنْ تتردَّد في مُساعدتهم أبداً .
وبعد هذه القصَّةِ تصنعُ المعلمةُ حواراً مع تلاميذ صفها ، وتقولُ لهم : صغاري إنَّ مساعدةَ الفقراءِ والمساكينِ هو الرُّكنُ الثالثُ من أركانِ الإسلامِ ، والزَّكاةُ يدفعُها الأغنياءُ من إموالهم للمحتاجين .
ثم تعرضُ المعلمةُ للتلاميذِ علبةً مغلفةً مكتوبٌ عليها ( صندوقَ الزَّكاةِ ) ، وتقولُ لهم : هذا نشاطُ الزَّكاةِ في صفِّنا ، ومن يحبُّ المشاركةَ من باقِي مصروفهِ ؛ ثم نقدمُّ مساعداتكم لعاملِ النظافةِ في المدرسة .
اقرأ أيضاً : تعليم الأطفال صيام رمضان المبارك .
وأخيراً يفتحُ التلاميذُ كتبهم ويقومون بحلِّ أنشطةِ الكتابِ المَدرسِي .