-->

أنواع الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال وكيفية حلها

اضطرابات الأطفال السلوكية الشائعة في المدارس وكيف نُعالجها ؟




المدرسة هي المكان الأكثر أهمية بالنسبة للأطفال ، فمن خلالها يتعرفون على أنفسهم وعالمهم ، ويلتقون بأصدقاء في عمرهم ، ويتعلمون من بعضهم البعض ، فهي البيئة التي تعدهم للمستقبل ، لكنهم أيضًا قد يكونوا عرضة لمواجهة بعض المشكلات التي يكون من السهل السيطرة على بعض منها ، لكن بعضها الآخر قد يكون خطيرًا ويؤثر على نفسياتهم وشخصياتهم بشكل كبير قد لا يدركه المعلمون ، وهذه أهم المشكلات التي قد يواجهها الأطفال في عمر المدرسة :


أولاً / اضطرابات أو رهاب المدرسة :

تسبب هذه الاضطرابات الخوف الشديد عند بعض الأطفال بداية العام الدراسي ، ويظهر ذلك في عدم ارتياح الطفل والذي يستمر لمدة شهر أو أكثر ، ورفضه الحضور إلى المدرسة ، وضيقه وبُكائه عند ابتعاده عن والديه ، والانسحاب الاجتماعي ، والخجل ، والخوف والتوتر ، وانخفاض تقدير الذات ، والنوم المضطرب والكوابيس ، وآلام المعدة ، والغثيان والقيء . 
وفي كثير من الأحيان يمكن التعامل مع هذه المخاوف بسهولة ، ولكن إذا استمرت المشكلة مع الطفل وبدأت تؤثر عليه نفسياً وجسدياً ؛ فهو طفل لا يجد الاهتمام والاحتواء اللازم ، ويتمتع بشخصية حساسة للغاية .



حل مشكلة اضطرابات القلق من المدرسة عند الأطفال :

1. احتواء الطفل من قِبل معلمته ، وذلك أولاً بإظهار الابتسامة والترحيب عند حضور الطفل صباحاً واحتضانه وتقبيله .


2. الانتباه لعدم الصراخ عليه لأي سبب أو معاقبته ، لأن ذلك قد يهدمه نفسياً ، ويتسبب في كرهه للتعليم تماماً .


3. جلوس المعلمة معه والتحدث عن مخاوفه وأسبابها مهم ، فقد يكون الطفل خائفاً من أحد زملائه في الصف ، أو أحد المعلمات .


وقد يكون السبب هو المنزل وطريقة معاملة الوالدين للطفل ( دلال زائد واعتماد كبير على الأم ، أو مشاكل أسرية ) وهنا يجب أن تجلس المعلمة مع الوالدين وخاصة الأم ، وتبصيرها بطريقة تدريب الطفل الاعتماد على نفسه والاستقلال عنها .


4. شجعيه كلما واظب على الحضور إلى المدرسة ، وأظهري له المحبة والاهتمام ، وأشعريه بأن وجوده في الصف مهم ، وأشركيه في أنشطة الصف ، وساعديه على تكوين صداقة مع الأطفال المناسبين لشخصيته .



ثانياً / مشكلة الحركة الزائدة عند الأطفال :

الطفل الحركي هو ذلك الطفل الذي يكون مفعماً بالحيوية والنشاط أغلب الوقت ، فهو يريد اللعب والحركة طوال اليوم دون أن يشعر بالتعب ، وفي الصف قد يوجه الطفل الحركي نشاطه وطاقته في وسائل سلبية قد تؤدي إلى إثارة المشاكل ، ولهذا فهو يفقد تركيزه أثناء الدرس ، وقد يساهم أيضاً في فقدان التركيز لبقية زملائه .



كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة :

1. اغمريه بحنانكِ وعبري له عن محبتكِ وستلاحظين تحسنًا ملحوظًا في سلوكه بشكل عام ، فالطفل كثير الحركة يحتاج إلى جرعات مكثفة من الحب والاهتمام .



2. عوّديه على تحمل المسؤولية ، أوكلي له بعض المهام البسيطة المناسبة لقدراته ، وامدحي مجهوده في أدائها أيًّا كانت النتائج .



3. قللي من كمية الحلوى التي يتناولها طفلكِ كثير الحركة في نظامه الغذائي اليومي ، فهي تزيد من طاقته .



4. قدمي له أفكارًا متنوعة لألعاب وأنشطة مسلية مفيدة لشغل وقته ، واختاري الألعاب والأنشطة التي تعتمد على الحركة والتفكير ، مثل ألعاب الفك والتركيب والأنشطة الرياضية وغيرها .



5. تجاهلي تصرفاته المستفزة ، وتحلي بالصبر والهدوء حتى تستطيعي إدارة المواقف بذكاء ، ولا تجبريه على فعل شيء رغمًا عنه ، بل تحدثي معه وحاولي إقناعه بهدوء وحكمة .



6. لا تقللي من شأنه أو توبخيه أمام الآخرين ، بل تحدثي عنه بحب وفخر دائمًا وكوني صديقته المقربة ، فمفتاحكِ الأول للتعامل معه هو كسب ثقته .



7. نوِّعي في أساليب شرحكِ للدروس ، واستخدمي الألعاب التعليمية والمسابقات والأناشيد وكل الأنشطة الممتعة ، ولا تعتمدي على طريقة الشرح والإلقاء إلا في إلقائك للقصص ، فالطفل الحركي لن يتحمل الجلوس على المقعد أكثر من 10 دقائق وبعدها ستبدأ الفوضى .


*ملاحظة مهمة /
يجب على المعلمة التفريق بين النشاط الزائد والطاقة التي يتمتع بها الطفل الطبيعي ، وبين فرط الحركة المَرَضِي الذي يكون مصحوبًا بنقص الانتباه .

ولكن ماهي أعراض فرط الحركة المرضي ؟

1. لديه صعوبة في التركيز أو تنفيذ مهمة واحدة ، وينتقل من لعبة إلى أخرى بسرعة ، فلديه صعوبة التركيز على نشاط واحد .


2. لا يستطيع الاستماع جيدًا إلى التعليمات ، خاصة المليئة بالتفاصيل بسبب ضعف التركيز لديه .


3. يعاني من القلق والملل كثيراً ، ولديه صعوبة في الجلوس دون حراك أو البقاء في هدوء .


4. متسرع في أفعاله ويرتكب الأخطاء دون مبالاة بالنتائج ، كالقفز دون سبب والتصرف بطرق تعرقل الآخرين .


5. مندفع ويتصرف بسرعة كبيرة في أي موقف قبل التفكير ، فهو لا يستطيع الانتظار .


6. يأخذ أشياء ليست له ، كما أنه يتحدث دون توقف .


وفي هذه الحالة سيكون الحل من جهتين :

أولاً / ستحاول المعلمة في الصف تنفيذ الخطوات السابقة ، مع الانتباه بأن هذا الطفل لديه مشكلة في التركيز ، لذلك يجب أن يجلس في مقعد قريب من السبورة ، ومحاولة المعلمة تبسيط المعلومات وتكرارها له حتى يستوعبها .


وثانياً : العلاج النفسي أو العصبي من قِبل طبيب متخصص ، وهذا سيكون بمتابعة الأهل ، ولا يُعالج فرط الحركة المرضي قبل سن الخامسة إلا إذا عرَّض الطفلُ نفسَه للخطر .



ثالثاً / مشكلة الشغب المدرسي :

الشغب داخل الصف قد تكون إشكالية تكاد تتطور لتصبح قضية بين المعلمة وبعض تلامذتها ، فهي تُسبب خللاً في جو الصف الملائم لأداء الواجب التعليمي ، وفى ظروف يسودها الهدوء والتركيز والاحترام والمحبة بين التلاميذ فيما بينهم ، وبينهم وبين معلماتهم ، ويعتبر الشغب المدرسي سلوك ينتشر بسهولة بين التلاميذ إذا لم يتم علاجه أولاً بأول .
خاصة عندما تصل المشكلة إلى ذروتها فيكون ثمنها باهظاً يؤثر على مستقبل التلميذ .



إذن يجب منذ البداية التركيز على القانون الداخلي للمدرسة وتوعية التلاميذ بهذه القوانين ، وعند حدوث مشكلة ؛ لا نترك الأمور تتفاقم فينفلت الوضع ، فلا بد من متابعة المشكلة من بدايتها ، وتوفير مرشدين تربويين وأطباء نفسيين وإعادة تأهيل المنظومة التعليمية ككل .
أما عن أسباب الشغب المدرسي فيمكن حصرها في خمس مجموعات هي :



أولاً / أسباب بيئية :

1. تشجيع بعض أولياء الأمور لأطفالهم على السلوك العدواني ، وأحياناً عنف الآباء في تعاملهم مع الأطفال يُساهم بشكل كبير في إكسابهم هذا السلوك ، وتعاملهم مع زملائهم بنفس أسلوب الآباء .
2. ما يلاقيه الطفل من تسلط أو تهديد من المدرسة أو البيت .
3. قد لا يجد الطفل العدالة في معاملته في المنزل فيما بينه وبين إخوانه ، كتفضيل الوالدين للطفل الأصغر عن البقية ، أو تفضيل الأولاد عن البنات .


ثانياً / أسباب مدرسية :

1. قلة العدل في معاملة الطفل في الصف ، كتفضيل أحد زملائه عليه بحجة أنه مهمل وزميله مجتهد .
2. عدم الدقة في توزيع الأطفال على الفصول حسب الفروق الفردية وحسب سلوكياتهم ، فيحصل أن يجتمع في صف واحد أكثر من طفل مشاكس .
4. ما يتعرض له الطفل من فشل مستمر في حياته الدراسية .
5. عدم تقديم الخدمات الإرشادية للمعلمات لحل مشاكل الطفل النفسية .
6. ضعف شخصية بعض المعلمات ، أو عدم معرفتها بأساليب ضبط الصف المناسبة لكل فئة عمرية .
7. ثِقةُ الطفل من عدم معقابته من قبل أي فرد في المدرسة .


ثالثاً / أسباب نفسية :

1. وجود صراع نفسي لاشعوري لدى الطفل .
2. شعور الطفل بالخيبة الاجتماعية كالتأخر الدراسي ، وإحساسه بأن والديه ومعلماته وزملائه لا يحبونه .
3. توتر الجو المنزلي والأسري وانعكاس ذلك على نفسية التلميذ .


رابعاً / أسباب اجتماعية :

1. المشاكل الأسرية والصراع الدائم أمام الأطفال وربما الطلاق .
2. المستوى الثقافي المتدني للأسرة .
3. عدم إشباع حاجات الطفل الأساسية من حب وتقدير واهتمام .
4. الدلال الزائد عن الحد للطفل من أسرته أو من معلماته .
5. تقمص الطفل للأدوار التي يشاهدها في التلفزيون كأفلام الكرتون التي تعلمه على العدوانية .


خامساً / أسباب ذاتية :

1. حب الطفل للسيطرة والتسلط على زملائه .
2. عدم وعي الطفل بآداب وقوانين المدرسة .
3. قد يعاني الطفل من حالات مرضية ونفسية .
4. وجود إعاقة جسدية لدى الطفل ، وتعرضه للتنمر من قبل زملائه .


حل مشكلة الشغب المدرسي :

يرى بعض التربويين أن سلوك الشغب وافتعال الفوضى لدى الطفل يمثل ظاهرة سيئة يجب البحث عن طرق صحيحة لعلاجها ، ويقترحون التالي :

1. تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء الأطفال لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها .

2. مراعاة الدقة في توزيع التلاميذ على الفصول ( مراعاة الفرق الفردية ) .

3. إشباع حاجات الطفل النفسية والاجتماعية ( حب ، إحترام ، تقدير ، تشجيع ) بالأساليب التربوية المناسبة .

4. يجب أن يكون لدى المعلمة وعي كافي في إدراك هذه المشكلات ومعالجتها بطريقة صحيحة .

5. تعزيز الجانب الديني الذي يرشد الأطفال إلى الإقلاع عن هذا السلوك ، أو على الأقل تخفيف حدوثه .

6. استغلال المعلمة لبعض النشاطات المدرسية والصفية لمعالجة هذا السلوك .

7. تكثيف النشاط المدرسي لامتصاص حماس الأطفال وسلوكهم العدواني .

8. مراقبة المعلمات للأطفال داخل المدرسة بشكل مستمر ، وتوجيه سلوكهم دائماً للأفضل دون ملل أو إلقاء المسؤولية على أحد .

9. تفعيل دور الأخصائية الاجتماعية في المدرسة للمساعدة في حل مشاكل الأطفال .



رابعاً / مشكلة الشتائم عند الأطفال :

تُعد الشتائم أو الألفاظ غير اللائقة إحدى السلوكيات التي من السهل على الطفل اكتسابها ، فكل ما على الطفل هو الاستماع والترديد ، وهي فطرة يُفطر عليها ليتعلم الكلام والتواصل منذ صغره ، والطفل يشبه الإسفنجة أي أنه قابل لامتصاص أي سلوك يراه أمامه ويقلده ، وهذا ما يسمى بالتعليم بالتقليد والمحاكاة .



ولكن كيف نمنع الأطفال من ترديد الألفاظ غير اللائقة ؟

1. أن تكون المعلمة قدوة حسنة لتلامذتها ، فاحرصي على استخدام الأوصاف الإيجابية لا السلبية ، واحذري من الشتائم الموجهة لأي أحد أو أي شيء ، ففي بعض الأحيان ترتطم قدمنا بالطاولة فنشتم دون وعي ، ليسجل الطفل في عقله الشتائم كرد فعل طبيعي عند الانفعال .


2. إن كنتِ مع التلاميذ في ساحة المدرسة ، أو في رحلة مدرسية وسمعتم شجارًا وبعض الألفاظ السيئة ، علقي أمامهم بأنكِ مستاءة من هذه الألفاظ غير اللائقة .


3. إن تلفظ الطفل بلفظ غير لائق ؛ اجعليه يذهب ويغسل فمه بالماء جيدًا ثلاث مرات أو أربعة ، فتكرار غسل الطفل لفمه ستجعله أولًا يُدرك أن اللفظ غير اللائق مثل الأوساخ التي تلتصق به ويكون عليه أن يزيلها ، وتكرار هذا الطلب سيجعل الطفل يتعب من كثرة غسيل فمه ويُعدِل عن قولِ الشتائم .
لكن حاولي عندما تطلبي منه غسل فمه بدون رفع صوتكِ عليه ، وأظهري له انزعاجًا بسيطًا من هذا اللفظ ، لكن لا تُعلقي بكلام كثير كي لا يتحول الأمر عند الطفل كطريقة لاستفزازك .


4. توعية الأهل من أمهات وآباء أن يكونوا هم أولًا قدوةً حسنة لأطفالهم في حسن كلامهم وتهذيب لسانهم وحسن اختيارهم لتعابيرهم وألفاظهم .
كذلك توعية الأهل أن يمنعوا أطفالهم من مصادقة رفاق السوء ومن اللعب في الشارع ، فقد يتأثر الطفل بانحراف الأصدقاء السيئين ويتعلّم عاداتهم ويتلفظ بألفاظهم غير المقبولة .


5. التجاهل وخصوصًا إذا زاد الوضع عن حده ، وأصرَّ الطفل على ترديد مثل هذه الألفاظ ، هنا تجاهلي ما قاله تمامًا ، لأن الأمر تحوّل لديه لاستفزازك ، والأطفال كثيرًا ما يستخدمون طريقة الاستفزاز والاستمتاع بعصبية المعلمة أو الأبوين كنوع من أنواع اللعب بالنسبة لهم ، أو كنوع من أنواع العناد والعقاب إذا ما رفضتِ تلبية رغبة من رغباته ، وهذه الوسيلة الطفولية تبدأ من سن الثالثة حتى الثامنة .


6. احرصي على تجنب الضرب والإيذاء الجسدي تمامًا ، سواء في هذه الحالة أو في غيرها من الأخطاء التي يرتكبها الطفل ، فالضرب يزيد الأمر سوءً ولا يحل الأمور ، فلن يكون من الجيد إذا ما توقف الطفل عن الشتائم أمامكِ خوفاً منكِ واستخدمها في غيابكِ .



خامساً / مشكلة السرقة عند الأطفال :

يجب أن تعرف المعلمة والوالدين أيضاً أنه من الطبيعي أن يأخذ الطفل الصغير في عمر الثالثة وحتى السابعة ما يريده ، دون أن يفهم أنه ملك شخص آخر بشكل دقيق ، أو يدرك مفهوم الملكية بشكل واضح كما يدركه الكبار ، ولذلك لا يجب أبدًا تضخيم الأمر ، وإنما فقط :


1. أخبري الطفل بأن هذه اللعبة مثلاً ملك لفلان وأعيديها لصاحبها ، وأنه لا يجب أخذ ما ليس لنا دون استئذان وموافقة صاحب الشيء .


2. عززي مفهوم الملكية لدى الطفل منذ بداية وعيه ، فقولي له : ( هذا لكَ ، وهذا لزميلكَ ، وهذا لمعلمتكَ ، وهذه أدواتٌ مشتركةٌ لنا جميعًا ) وهكذا ..


3. خصصي له درج أو خزانة أو رفًّا خاصًّا به ليضع فيها أدواته ولعبه .


4. ضعي في الصف علبة وألصقي عليها عبارة ( صندوق الأمانة ) وكلفي الطفل الذي لديه سلوك السرقة بتحمل مسؤولية هذا الصندوق ، سيكون على من يجد شيئاً ضائعاً ( قلم ، براية ، ألوان ، مساحة ، ... ) وضعه في صندوق الأمانة وتحت مسؤولية هذا الطفل ، وهو يقوم بالبحث عن صاحب الأدوات الضائعة وتبليغ المعلمة .



5. تعزيز وتشجيع كل طفل في الصف يجد شيئاً ليس له ويعيده للمعلمة ، وتكريمه أمام زملائه في الصف بأنه طفل أمين أعاد هذا الشيء أو النقود للمعلمة لتبحث عن صاحبها ويستحق أن يصفق له الجميع .
بعد هذا التشجيع سترى المعلمة بأن جميع الأطفال في الصف سيطبقوا سلوك الأمانة ليحصلوا على تشجيع المعلمة وتصفيق الزملاء ، ومع الوقت تصبح الأمانة سلوك محبب لدى الأطفال في الصف .



6. انتبهي للطفل جيدًا بعد سن الثامنة وحتى العاشرة ، فمن المفترض أن الطفل قد امتلك شخصية واضحة ويعرف جيدًا الصواب من الخطأ ، ويمكنه السيطرة على نفسه ، لذا يجب حينها رفض الأمر تمامًا ، والتعامل معه على أنه سلوك خاطئ يحتاج إلى التقويم والعلاج .


7. عززي لدى الطفل فكرة الحق والأمانة بمفردات تناسب عمره ، واسأليه : ماذا سيكون رد فعلك إذا أخذ صديقك أشياءك ؟


8. أوضحي للطفل من خلال مفاهيم سهلة أضرار السرقة أو أخذ ما لا نملك ، وكيف أن هذا الأمر تنكره الأخلاق في ديننا الإسلامي .


9. اُروي له قصصًا وحكايات عن الصدق والأمانة ، وأوضحي له أن السرقة ترتبط في كثير من الأحيان بصفة سيئة وهي الكذب .


10. انتبهي إلى أنك قدوته الأولى ، لذا اهتمي بأن تحكي له عن مواقف تعرضتِ لها كإيجادكِ لشيء ما وإعادته لأصحابه مرة أخرى ، فهذا سيعزز لديه مفهوم الأمانة .


11. تحدثي مع والدة الطفل محاولة إشباع حاجاته البسيطة باعتدال ، حتى لا يلجأ لتعويض نقصها بالسرقة ، وأن لا ترفض له طلبًا دون توضيح الأسباب .


12. لا تعايري الطفل بالسرقة أمام الآخرين ولا تفضحيه أمام زملائه بالتحديد ، وحتى أمام المعلمات الأخريات ، لا يجب أن يكون الأمر بطريقة تأنيب أو سب أو وصف بكلمات جارحة ، مثل : "يا لص" أو "يا سارق" ، اجعلي الأمر سركما الصغير .


13. التزمي الهدوء إذا اكتشفتِ الطفل متلبسًا بالسرقة أول مرة ، لكن أظهري أسفك وامتعاضك دون سب أو توبيخ .


14. تأكدي أنه قام بالسرقة بالفعل إذا شككتِ في الأمر ، حتى لا تتركي أثرًا سلبيًّا في نفسه .


15. افرضي على الطفل إعادة ما سرقه ، ليتعلم من خطئه ولا يعيد تكرار الأمر .


16. احرصي على أن يكون عقابه على السرقة بمفرده دون وجود أحد غيركما ، وأن يزيد العقاب إذا تكرر هذا السلوك .


سادساً / مشكلة الكذب عند الأطفال :

الكذب عند الأطفال مُقسم حسب أعمارهم ولكل عمر يوجد مُسمى لما يقوله الطفل ووسيلة للتعامل معه ، ولكن ماهي فئات الكذب لدى الأطفال ؟


1. خيالي وليس كاذب :

إذا كان لدى الطفل خيال خصب ويحب الحكايات الخيالية ، فلن يكون كل ما يخبركِ به حقيقة ، إذ سيمزج الخيال مع كلامه ، وسيخبرك أنه قد رأى أخاه يطير في الغرفة ، وأن أباه قد رماه بسهم حارق وغيرها من القصص ، وهذا النوع من الكذب غير ضار وسيختفي مع تقدم الطفل في العمر .


2. الكذب الادعائي :

وهو أن يدعي الطفل أن والده لديه سيارة ، أو أنه يملك ألعاباً كثيرة ، وغالباً ما يكون سبب هذا الكذب الحرمان ، فهو يتمنى أن يكون لدى والده سيارة ويتمنى أن يملك ألعابًا كثيرة ، والعلاج هنا يكون بمحاولة إفهام الطفل بأنه ليس أقل من الأخرين .


3. الكذب النفعي :

يكذب الطفل عندما يريد أن يحصل على مصلحة له ، فيدعي أنه مريض كي لا يذهب إلى المدرسة ، أو ليحصل على رعاية ودلع أكثر من والديه ، ويكون هذا الكذب بسبب انعدام ثقة الطفل بتلبية طلباته إذا طلبها مباشرة ( وهذا لا يعني تلبية جميع الطلبات بالطبع ) .


4. الكذب الانتقامي (مراهقين) :

ويحدث هذا في فترة المراهقة ، كأن يتهم زميله أو أخاه بفعلة تؤدي لعقابه ، وعادة ما يكون بسبب الشعور بالغيرة وعدم المساواة سواء في المدرسة أو مع إخوانه في البيت .



5. الكذب الدفاعي أو الوقائي :

ويلجأ إليه الطفل عندما يُخطئ ويخاف العقاب ، فينكر الخطأ كي لا يُعاقب ، ويكون ذلك عندما يُعاقب الطفل بعد اعترافه بفعل خطأ ما .


6. كذب التقليد :

تذكري دائماً بأنكِ قدوةٌ للطفلِ ، فإذا رآك تكذبين أمامه فأنتِ تعلميه الكذب ، فالتقليد يشكلُ جزءاً كبيراً من سلوك الطفل .


7. الكذب المرضي :

وهنا يتحول الكذب لداء مزمن يحتاج فيه الطفل لمتابعة طبيب نفسي لعلاجه وتعديل سلوكه .


حلول لمشكلة الكذب عند الأطفال :

1. ابحثي عن سبب الكذب وعالجيه ، فإن كان السبب هو ضعف الثقة بالنفس فحاولي تعزيز ثقته بنفسه وشجيعه وامدحيه ، ولا تنتقديه باستمرار . 

2. كوني صادقة ليظل صادقًا معك.

3. لا تدعيه ينجو بكذبه إن أصرّ على الكذب بشرط اختيار العقاب الملائم عدا المرة الأولى، وامنحيه الفرصة كي لا يفعلها مرة أخرى.

4. لا تعاقبيه إن قال لك الصدق ، ولا تعاقبيه إن اعترف بخطئه .

5. ابتعدي عن المبالغة في العقاب واختاري ما يناسب الحدث. ·

6. اِروي للطفل بعض القصص والحكايات الممتعة التي كان الصدق فيها منجاة والكذب فيها مضرة ، مثل حكاية بينوكيو الشهيرة مثلًا .