-->

قصة نبي الله موسى / قصص الأنبياء للأطفال

قصّة نبيِّ اللَّه مُوسى 

( عليه السَّلام )

قصة نبي الله موسى / قصص الأنبياء للأطفال
معلمتي الغالية .. إن قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) من أمتع القصص للأطفال وأكثرها فائدة لما فيها من غرس للقيم والأخلاق في قلوب أبنائنا من الصغر .. واليوم ستكون قصتنا مع نبي الله موسى ( عليه السلام ) .


1. مولد نبي الله موسى ( عليه السلام ) : 

ولد نبي الله موسى عليه السلام في مصر ، في زمن ملك ظالم يُدعى فرعون ، كان فرعون يظلم شعبه ويأمرهم بعبادته ، ويجوعهم ويجعلهم عبيد وخدم لديه .



في ذات يوم رأى فرعون حلماً مزعجاً ففسره له أحد أعوانه بأن طفلاً سيولد فيكبر وينتقم من فرعون ويقتله !



خاف فرعون من هذا الحلم ومن تفسيره فأمر جنوده بأن يقتلوا كل طفل ذكر يولد في ذلك العام ، وفعلا نفذ جنوده الأمر حتى أنهم كانوا يراقبون أي امرأة حبلى ويترقبوا ولادتها ليقتلوا طفلها إن كان ذكرا ..



وعندما ولد نبي الله موسى حماه الله من جنود فرعون ، فلم يعرفوا بمولده لكن أمه خافت عليه كثيرا وقررت أن تُهربه من البيت إلى أي مكان آمن .



أوحى لها الله سبحانه وتعالى بأن ترضع ابنها موسى ثم تضعه في سلة وتغطيه وتضعه في النهر ! لكن أم موسى خافت على طفلها من الغرق ، لكنها قررت في آخر الأمر أن تنفذ أمر الله تعالى ، فهو سبحانه الحافظ والحامي لابنها .



وفعلا وضعت أم موسى طفلها في سلة وغطته وخرجت من بيتها وهي تتخفى من جنود فرعون حتى وصلت إلى النهر ، قبلت طفلها موسى ووضعته في النهر .



بدأت المياه تسحب السلة مع تيار النهر وابتعد موسى من أمام عينيها ، وكان كلما ابتعد عنها خافت عليه وكاد قلبها ينفطر عليه من الخوف .



عادت أم موسى إلى بيتها وهي منهكة وقد استودعت طفلها عند ربها ليحميه ويرعاه ، وصلت بيتها وأمرت ابنتها بأن تذهب إلى النهر لتراقب أخوها إلى أين سيأخذه التيار .



وفي قصر فرعون كان جالسا مع زوجته آسية ( كانت امرأة صالحة طيبة القلب ) كانا يجلسان أمام النهر والخدم حولهما وأطباق الفواكه والطعام أمامهما .



وفجأة رأى أحد جنود فرعون سلة تتجه نحوهم فأخبروه بها فأمرهم بأن يحضروا له السلة ليرى ما أمرها ! 
أخذ جنود فرعون السلة وقدموها لفرعون وكشفوا عن الغطاء فوجدوا طفلاً جميلاً بداخلها .



عندما رأى فرعون الطفل غضب وأمر جنوده بقتله فوراً ، لكن زوجته آسية حضنت الطفل وطلبت من فرعون أن لا يقتله وترجته أن يدعه لها لتربيه وترعاه ويصبح لهم إبناً فهم لم يُرزقوا بالأولاد الذكور .



فكر فرعون قليلاً وأمام إصرار زوجته آسية وافق على طلبها ، لكن موسى بدأ بالبكاء .. فهو طفل مولود يحتاج إلى الرضاعة ، أمرت آسية الجنود بأن يبحثوا لها في المدينة عن امرأة تأتي لترضع موسى .



وفعلاً أحضر الجنودُ عدداً من النساء ليرضعن موسى ، لكنه كان يرفض أن يرضع من أي واحدة منهن واستمر بالبكاء ! كان يريد أمه .



خافت آسية عليه ولم تعرف ماذا تفعل ؟ فالطفل سيموت من الجوع .. كل هذا وأخت موسى ترى ما يحدث مع أخيها !فذهبت إلى زوجة فرعون وقالت لها : هل أدلكم على امرأة ترضع لكم هذا الطفل وترعاه لكم ؟ 



قالت لها آسية : نعم من هي ؟ قالت هي أمي ، فأمرتها آسية بأن تذهب بسرعة إلى أمها وتحضرها . فذهبت أخت موسى مسرعة إلى أمها تخبرها بما حدث .




فأسرعت أم موسى إلى قصر فرعون وهي سعيدة بنجاة ابنها وتشكر الله تعالى أنه أعاد لها طفلها سليما من أي أذى .


2. هروبه من فرعون وجنوده : 


مرت الأيام وكبر سيدنا موسى عليه السلام وأصبح شاباً قوياً وسيماً يحب فعل الخير ويدافع عن الضعفاء من قومه .



وذات يوم كان يمشي في سوق المدينة فسمع أحد الرجال الضعفاء يستنجد ويصيح لأن جندياً من جنود فرعون اعتدى عليه ، فلما رأى موسى طلب منه النجدة .


فأسرع موسى لينجده ويدفع عنه ظلم الجندي ، لكن موسى قد أعطاه الله قوة وهيبة وبضربة بسيطة منه للجندي سقط الجندي ميتاً !



خاف موسى عليه السلام فلم يكن يريد أن يقتل الجندي ، أراد فقط أن يدافع عن الرجل الضعيف ، فما كان من باقي الجنود إلا أن أسرعوا إلى فرعون ليخبروه بما فعل موسى .


عندما عرف فرعون بأن موسى قتل أحد جنوده غضب وأمر بإحضاره وقتله فوراً ، فخرج الجنود يبحثون عن موسى ، لكن أحداً قد علم بنية فرعون في قتل موسى فأسرع إلى موسى وحذره من فرعون وجنوده .



عندما علم موسى بأن فرعون يريد قتله ترك مدينته وهرب منها إلى مدينة بعيدة ، خوفاً من بطش فرعون وجنوده .



بعد سفر طويل وصل موسى عليه السلام إلى مكان به بئر وحوله عدد كبير من رعاة الشاة ، يسقون ماشيتهم ويملؤون أوعيتهم بالماء .



ورأى فتاتين ينتظران بعيداً عن الرعاة ، اقترب منهما موسى وسألهما : لماذا لا تسقيان من البئر مع الرعاة ؟ فقالت إحداهما : نحن ننتظر حتى ينتهي الرجال ونسقي بعدهم .



سألهما : أليس لكما أخ أو أب يسقي لكما ؟ قالت إحداهما : ليس لنا أخ وأبونا شيخ كبير في السن لا يستطيع التزاحم مع هؤلاء الرجال .



قرر نبي الله موسى أن يساعدهما فأخذ القرب والأغنام وسقا لهما ، ثم ذهب ليرتاح من رحلته تحت شجرة .



عادت الفتاتان إلى البيت وأخبرا والدهما بما حدث ، فقرر والدهما أن يكافئ موسى عليه السلام جزاء ما ساعد ابنتيه في سقاية الغنم .


فذهبت إحدى الفتاتان إلى موسى فوجدته مازال جالسا تحت الشجرة ، اقتربت منه وقالت له : إن أبي يدعوك إلى بيتنا ليكافئك على ما سقيت لنا أنا وأختي .


وافق نبي الله موسى وقام معها إلى أبيها ، وعندما وصل إلى البيت وجد شيخاً كبيراً مهيباً ، شكره على مساعدته لبناته وقدم له الطعام اللذيذ ، وعندما انتهى طلب من موسى أن يروي له قصته .


فما كان من موسى عليه السلام إلا أن روى قصته مع فرعون والجندي الذي قتله بدون قصد منه ، وأنه هرب لأن فرعون يريد قتله .


قال له الشيخ الكبير : ما رأيك بأن تعمل عندي في رعي الأغنام و أزوجك إحدى ابنتي و بمقابل أن تعمل عشرة أعوام ؟
فوافق موسى عليه السلام وتم العرس الميمون .


3. عودته إلى فرعون نبياً :


مرت السنوات العشر وقرر نبي الله موسى عليه السلام أن يرجع إلى بلده مع زوجته وأطفاله ، فهو يعلم أن بعد مرور عشر سنوات يسقط عنه أمر القتل .


وأثناء رحلته في الصحراء مع عائلته جاء الليل وأظلمت الدنيا ، ولم يكن لديهم ما يضيئ طريقهم ، وفجأةً شاهد موسى نوراً يأتي من بعيد ! فقال لزوجته : انتظري هنا حتى آتي لكم بسراج للطريق .



ذهب موسى عليه السلام واقترب من النور وبدأ يبحث عن مصدرها ، فلم يجد ناراً توقد !! تعجب موسى من أين يأتي هذا النور ؟ من أين مصدره ؟



وفجأة سمع موسى صوتاً يُناديه حين وصول إلى موضع النار ، فكان الذي يكلمه هو الله سبحانه ، إذ أخبره أنّه ربّ العالَمين ، وأنّه اصطفاه ليبلّغَ الناس ، ويدعوهم إلى توحيد الله .



وأمره بأن يخبرهم أنّ يوم القيامة واقعٌ لا محالة ليُجازي كلّ إنسان بما قدَّمَ في حياته الدنيا .


 ثمّ سأله الله عزّ وجلّ عن العصا التي يُمسكها في يده .. فأجابه موسى عليه السلام بأنّها عصاه يعتمد عليها في رَعْي الأغنام وأمور أخرى .


فطلب منه الله سبحانه وتعالى أن يلقي العصا من يده ، فألقاها موسى ، فتحوّلت العصا في الحال إلى حيّةٍ تسعى وتتحرك بأمرٍ من الله عز وجل !


 ففزع موسى من الأفعى إلّا أنّ الله طمأنَه وأخبره أنّه سيُرجعها عصا كما كانت ، ثمّ أمره الله سبحانه وتعالى أن يُدخلَ يدَه في جَيْبِه ، فأدخلها ، فإذا بها تخرج بيضاء مضيئةً ! 



فأعادها إلى جبيه، فعادت إلى صِفتها الأولى ! تعجب موسى من هذه الآيات ، ثم أمره الله عز وجل بأن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الله وحده .


ذهب موسى عليه السلام إلى مصر وعند وصوله أخذ أخاه هارون ليكلما فرعون بأمر الله وعندما دخلا القصر كان فرعون غاضبا من عودة موسى وما زاده غضباً هو حديث موسى عن توحيد الله عز وجل .



تكبر فرعون على موسى وعلى الله سبحانه وتعالى ، ورفض دعوة موسى عليه السلام رغم أن موسى عليه السلام أراه آية العصا ويده ،



ودخل فرعون في تحدٍّ مع موسى بأن جمع السحرة إلى قصره وأمرهم بأن يستعملوا سحرهم ضد موسى عليه السلام بمقابل أن يعطيهم الكثير من الأموال ، 


وافق السحرة و أكدوا لفرعون بأنهم سينتصروا على موسى بسحرهم وخداعهم للناس .

4. انتصاره على فرعون وسحرته :


وفي صباح اليوم التالي اجتمع السحرة وأهل المدينة جميعا وحضر موسى عليه السلام وحضر فرعون وحاشيته .


بدأ السحرة بإلقاء عصيهم و حبالهم إلى ساحة المعركة ، فبدأت العصي والحبال تتحرك وتخيل الناس بأنها أفاعي تسعى .


فألقى موسى عليه السلام عصاه فإذا هي تتحول إلى حية حقيقية بقدرة الله وتأكل الأفاعي الأخرى .


عندما رأى السحرة هذا المنظر سجدوا جميعا لله الواحد القهار وآمنوا جميعا مع موسى عليه السلام ، ودعوا الله بأن يغفر لكم يتوب عليهم .


اشتعل فرعون من الغضب وعاقب السحرة التائبون بأن قتلهم جميعا وصلبهم .

5. عقاب الله لفرعون وجنوده :

بعد أن قتل فرعون السحرةالذين آمنوا مع نبي الله موسى ؛ زاد بطشه وظلمه على الناس فأراد موسى أن يرحل مع من آمن معه من بني إسرائيل من المدينة التي يحكم فيها فرعون إلى مدينة أخرى ليعيشوا بسلام .



لكن فرعون رفض رحيلهم وجعلهم خداماً وعبيداً له وزاد في ظلمه لهم ، فأنزل الله عليه وعلى جنوده آيات عقوبة لهم على ظلمهم وجبروتهم .



فسلط الله عليهم القمل و الدم والجراد والضفادع ، وفي كل مرة كان فرعون يترجى نبي الله موسى بأن يدعو ربه لينزع عنهم العقاب ، فيدعو موسى ربه ولكن ما إن يزول العقاب يعود فرعون لظلمه .



فأمر الله عز وجل نبيه موسى بأن يرحل هو ومن آمن معه في الليل عندما يكون فرعون وجنوده نائمون ، وفعلا نفذ موسى الأمر .



 خرج موسى عليه السلام ليلا هو ومن آمن معه من رجال ونساء وأطفال ، وفي الصباح الباكر اكتشف جنود فرعون هروب موسى فأبلغوا فرعون ،



استشاط فرعون غضباً وأمر جنوده باللحاق بموسى ومن معه وقتلهم ، وذهب فرعون معهم ليرى مقتل نبي الله موسى .



وصل موسى عليه السلام إلى شاطئ البحر وعلم أن فرعون وجنوده يلحقون بهم ومتجهون نحوهم ، خاف نبي الله موسى من بطش فرعون بالمؤمنين ، ولم يدر ما يفعل فالبحر أمامهم وفرعون من خلفهم ..


فتوجه موسى إلى الله عز وجل ودعاه ، وعلى الفور نزل جبريل عليه السلام بأمر الله .. لقد أمر موسى بأن يضرب البحر بعصاه فنفذ موسى الأمر وضرب البحر بعصاه بقوة .



وفجأة رأى موسى وقومه البحرَ ينشق ويُفتح !! لقد أمر الله تعالى البحر بأن ينشق لنبيه موسى ومن آمن معه ، بدأ موسى بالسير وقومه من خلفه ، وكان البحر عن يمينهم ويسارهم كالجبال العظيمة .



وعندما وصل موسى لمنتصف الطريق وصل فرعون وجنوده للشاطي ، وقفوا وهم مذهولون لما يروه !! كيف انشق البحر ؟ هل هذا من سحر موسى ؟؟


قرر فرعون أن يلحق بموسى وأمر جنوده بالنزول معه ، نزلوا جميعا وهم خائفون من هول المنظر ، لكن نبي الله موسى أسرع وخرج مع قومه من البحر ، وفرعون وجنوده مازالوا في منتصفه .



وفجأة وبعد خروج آخر رجل من المؤمنين أمر الله سبحانه وتعالى البحر بأن يعود كما كان .. وفجأة وجد فرعون نفسه وجنوده بين جبلين من المياه تضربهم من كل الجهات ..


وتعالت الصيحات من فرعون وجنوده لينجيهم موسى لكن دون جدوى ، فقد غرقوا جميعاً ، وغرق فرعون وانتهى ظلمه وجبروته .


وهكذا نصر الله نبيه موسى عليه السلام على فرعون وجنوده .


نتمنى أن تكون القصة قد نالت إعجابكم ووصلت الفائدة لأبنائنا الصغار ..

إلى اللقاء في موضوع جديد وقصة جديدة .